الباحة – ليلى الحامد
تشتهر منطقة الباحة بالعديد من الأكلات الشعبية، مثل الخبزة المقناة والعصيدة والعيش والدغابيس وقرصان الميفا والفتة، وجاء اختيار هيئة الطهي “الخبزة المقناة” طبقًا رئيسيا لمنطقة الباحة، ليفتح المجال للحديث عن هذه الأكلة التراثية بالمنطقة.
وحرصت “مكة” الالكترونية على استضافة بعض سيدات الباحة، للحديث عن هذا الطبق الشعبي ومكوناته وطريقة إعداده وتقديمه، وانطباعهن حول اختياره ضمن الأطباق المناطقية.
في البداية، قالت منى الغامدي، إحدى سيدات منطقة الباحة: “سعدنا بهذا الاختيار الذي يدل على أصالة منطقتنا عروس السراة والضباب والغابات وبنت الغيم، بتمسكها بأكلات الآباء والأجداد”.
وأوضحت أن الخبزة المقناة من الأطعمة الأساسية لأهالي المنطقة، كون الباحة من المناطق الزراعية الخصبة، وتعتبر من أشهر الأكلات الشعبية الرئيسية، وهي رمز لمنطقة الباحة، ولا يقتصر الأمر على الطعم اللذيذ فقط، بل تعتبر بمثابة عادات وتقاليد وتعكس تاريخ وحضارة الباحة.
وأضافت “الغامدي”: “تم اختيار الخبزة المقناة طبقا رئيسيا لمنطقة الباحة، وهي تحضر من دقيق القمح الذي يعجن بالماء، ثم يوضع على صخرة رقيقة السماكة بعد أن تسخن بإشعال النار عليها، ثم تحمر بشجر يسمى (الشث) حتى تكون قاسية قليلاً، بعدها يوضع عليها الرماد، وبعد ذلك يشعل عليها الحطب ويتم استخراجها بعد ساعتين من الملة وتنظيفها من الرماد، وتكون جاهزة لتقديمها مع العسل والسمن والمرق، وتعتبر من ألذ الأكلات الشعبية لأهالي منطقة الباحة”.
وشرحت عزة الزهراني طريقة صنع الخبزة المقناة التي تُعد من أفضل الأكلات الشعبية في الجنوب، موضحة أنها تتكون من دقيق حب البلاد وتعجن بماء وملح وحب الرشاد وسنوت الديرة، وتترك تفتر ثلاث ساعات ويسخن حجر يأخد من الجبال، وتطرح العجينة عليه وتقنى بالشث والضرم والطبّاق حتى تصبح ذات نكهة مميزة، ويوضع بقية الحطب على الخبزة وتترك لمدة أربع ساعات حتى تنضج، وتقدم كدليل على الكرم وفي الأعياد والمناسبات.
وأوضحت أم خالد الغامدي، أن الخبز المقنى يعجن بدقيق من حب البلاد البر، وتوضع بعد العجن على الصلى، وهي قطعة مسطحة من الصخور تشغل تحتها النار حتى تسخن وتطرح عليها العجينة وتقنى بالشت.
وأضافت أن الخبزة المقناة تعتبر أشهر أكلة تراثية في منطقة الباحة بلا منازع، وهي من الأكلات الأساسية فيها منذ القدم وحتى يومنا هذا
