المقالات

أخْلد الى النوم وانس الموضوع

00:00
00:00
Download

«زاوية منفرجة»

قبل نحو شهرين، خاض الأستاذ عبد الله أحمد الزهراني، في مياه ساخنة، على أثير هذه الصحيفة، عندما قال إن فكرة التعدد تلوِّح له من بعيد، يعني ان الفكرة هي التي تحرشت به، و”همست له وغازلته”، بينما هو لم يكن “يفكر” فيها، أي أنه اختار الخوض في تلك المياه، مع الحرص الشديد على تفادي البلل. بعبارة أخرى أراد نفي أنه “يفكر في موضوع التعدد”، ولكن عقله الباطن فضح أمره، عندما كشف النقاب عن سعيه للحصول على إفادة من صديق عن حياة المعددين “وما فيها من متعة وسرور”، ثم الاحتفاء غير الصريح بما قاله الصديق “لو تدري عن فوائد التعدد ما تأخرت ساعة” 

وواصل عقل الأستاذ عبد الله الباطن كشف أوراقه، وكيف أنه يحوم ولا يرِد، عندما استدعى بيت شعر للدكتور ناصر الزهراني، يصف فيه حال الموحدين:

إن حاضت فأنت تحيض معها / وإن نفست فأنت أخو النفاسي

ويقول بعضمة لسانه -كما يقول المصريون- إن به فضول ورغبة لمعرفة، “كيف يوفّق المعدد بين بيتين؟ كيف يوزّع مشاعره، مصروفه، أعصابه؟ كيف يتابع أبناءه دون أن يُصاب بانهيار عصبي؟” ثم يستيقظ عقله الواعي، وينصحه بالخروج من مياه التعدد الساخنة، فيتذكر أن الهاتفين الجوالين اللذين يحملهما على الدوام بينهما نفور الكتروني 

أدركت الدكتورة أحلام عيضة الزهراني من جامعة الملك عبد العزيز، بعد قراءة مقال “التعدد والتحديث الأخير”، أن صاحبنا يقوم بعملية استكشاف، لشيء في نفسه، وليس في نفس يعقوب، فقالت له على بلاطة “واه يا ولد الديرة! ما هقيتها منك ها الجرأة في الطرح!”. 

ثم ومع إقرارها بحق الزوج في التعدد، قالت إن الإسلام لم يُحبّذ التعدد، وأن الأصل هو الزوجة الواحدة، “فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة”، ثم استنجدت بسورة النساء “ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم” (الآية 129). 

ثم خاطبت عبد الله الزهراني بكلام يجعله يلعن إبليس وأبالسة البشر: نمْ واشبع نومًا، وتجاهل كل من يشجّعك على الزواج سرًّا أو جهرًا! فربما هو لم يكن لديه “الجوهرة” التي لديك!

سيدة مصرية اسمها هيام دربك، وهي رئيسة المركز الوطني للعدالة والسلام الاجتماعي والتنمية في مصر، أنشأت جمعية اسمها “زوجة واحدة لا تكفي”. وليت عموم نسائنا “يتدربكن”، ويدركن أننا معشر الرجال نفكر في التعدد ليس فقط كحق شرعي، بل أيضا سعيا منا لمعالجة خلل سكاني خطير، يتجلى في أنه وحسب إحصائيات سكان الكرة الأرضية لعام 2022، هناك 8 مليار نسمة على كوكب الأرض، الاناث عددهن 5 مليار وكذا مليون، بينما الذكور  مليارين وكذا مليون، ومن هؤلاء هناك مليار متزوجون سلفا و ٢٠٠مليون في السجون والمصحات العقلية (ومن الذي يذهب بعقول الرجال؟ كلك نظر)، يتبقى من الذكور العزاب نحو ١مليار فقط، منهم ٥٠٠ مليون ما بين عاطل ومدمن ومجرم وبلطجي، و5% يكرهون النساء وحالفين طلاق ما يتزوجوا، و ٣٪ قساوسة كاثوليك لا يتزوجون، ثم ١٠٪ من الاقارب المحارم، والباقين معظمهم فوق سن ال٦٠ سنة، يعني كل وحدة متزوجة تحمد ربها على النعمة التي هي فيها وما تنسى تبوس يد زوجها كل يوم، ومن هنا ورايح تنادى زوجها “مولاي/ سيدي/ يا تاج رأسي”. 

كان يوم 19 نوفمبر المنصرم هو اليوم العالمي للرجل، وطفت على منصات التواصل 3 أيام وما لقيت امرأة واحدة قالت كلمة طيبة في حق “رجل”، بينما يا ويل زوج ينسى أمر اليوم العالمي للمرأة، وعيد الأم صار عيد الزوجات، بل تمت فبركة عيد جديد باسم فالنتاين (عيد الحب)، وهو في مجمله حب من طرف واحد، لأن على الرجل فيه ان يقدم الهدايا للمرأة بينما المرأة غير ملزمة بذلك

أقول قولي هذا وأذكر كل زوج: 

إذا رأيت انياب الزوجة بارزة/ فلا تظنن أن الزوجة تبتسم وإن المرأة جيتار بديع الأوتار، وبحاجة الى فنّان ملهم يعزف عليه أعذب الألحان.

جعفر عباس

كاتب صحفي (ساخر)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى