هذه الخاطرة هي نبض قلبي وصوت مشاعري التي تنبض شوقاً ووفاء لوالدي الحبيب الشيخ إبراهيم أحمد أزهـر رحمه الله. هي كلمات تحاول أن تخلد ذكراه وتحكي جانباً من سيرته العطرة التي كانت مليئة بالعطاء وحافلة بالقيم النبيلة. والدي لم يكن مجرد أب بل كان قدوة ومصدر إلهام، علمنا معنى الإيمان وحب الخير وخدمة الآخرين. هنا أشارككم مشاهد من حياته التي ستبقى نوراً يضيء دربي.
إبراهيم يا وجه الوفاء ومجد النبلاء يا من خطت سيرتك نوراً في صفحات الحياة وعلمتنا كيف يكون الإنسان رسالة حب وعطاء في الدنيا.
نشأت يا والدي في أروقة العلم طالباً للحق والهدى تسعى وراء المعرفة بقلب مضيء لكن الحياة شاءت أن تضع أمامك قدراً من أقدار الله حيث جاء الزواج ليكون بداية حكاية أعمق وأجمل. فتركت الدراسة في كلية الشريعة لكن لم تترك حلم البناء فكنت عماد البيت ومضرب الأمثال في الصبر والكفاح.
وفي زواجك كان القدر يحمل عبق القضاء الجميل حين اختارت لك الأقدار شريكة حياة ملأت البيت مودة ووِفاقاً. فكنت لها سنداً وللأسرة قائداً وملاذاً
فحملت في قلبك الصبور عبء المسؤولية بعزم الرجال الكبار.
رزقك الله بعشرة من الأبناء كانوا زهر حياتك فنشأتهم على الخير والفضيلة وكنت لهم مثالاً يحتذى أباً حنونا يضيء دروبهم بحب واحتواء. عندما جاءك أول راتب استخدمته في شراء نور يضيء بيتك لتؤكد أن الرضا والمحبة هما أعظم ثروات الحياة.
وفي ميدان العمل كنت خادماً لضيوف الرحمن طاهر اليد والسريرة ساعياً إلى رفعة المكان في خدمة الحرمِ الشريف. أما في وزارة الحج فقد كنت باني العطاء فتحت المساجد في القرى والهجر وجعلت الأرض ساحة للطهرِ والنقاء.
عندما جاء القرار بنقل عملك إلى الرياض فضلت البقاء بجانب أسرتك واخترت الأبوة على المناصب لتكون دائماً في قلب حياة أبنائك ترشدهم وتحميهم في طريق الحياة.
يا والدي علمتنا أن الأخلاق أمانة وأن الدين تسامح وأن الحب صدق الوعد. فتركت في قلوبنا إرثاً خالداً من القيم والمبادئ نسير بها ونرويها للأجيال من بعدنا.
نسأل الله أن يرحم روحك الطاهرة وأن يسكنك الفردوس الأعلى ويجعل عملك شاهداً لك. ونبتهل إليه أن يبارك في حياتنا أمنا الحبيبة رمز الطمأنينة والبهاء وأن يطيل عمرها لتظل لنا نوراً يضيء دروبنا.
الأستاذ الدكتور / عصام إبراهيم أزهـر
عضوٍ هيئة تدريس – بجامعة المؤسس