( لله يا محسنين ) عبارة استعطاف مصحوبة ببعض الكلمات الرنانة والحركات المفتعلة تسمعها كثيراً عند ابواب المساجد وإشارات المرور وقارعة الطريق لإستدرار جيوب المواطنين المجبولين على حب الخير ومساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف .
وقد عرضت وسائل التواصل الاجتماعي قبل فترة مقطع لأحد مزاولي مهنة التسول وهو على كرسي متحرك ويدّعِي الإعاقة أجاركم الله وبعد تقصي من قبل بعض المارة اتضح أن الرجل سليم 100% ولا يوجد به أي إعاقة تذكر وما قام به مجرد تمثيل في تمثيل لاستدرار عطف المارة عليه!!
هذه حالة تم كشفها وما شابهها كثير من التفنن في اختراع الإعاقات لإستدرار جيوب وقلوب المحسنين كما أنهم يجيدون حفظ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على الإنفاق ويتقنونها أكثر من اتقانهم للغة العربية التي هي لغة القرآن.
وكما هو الملاحظ أن المتسولين ينشطون خلال هذه الفترة استعدادا لموسم رمضان المبارك وبعضهم يأتي خصيصا من خارج المملكة العربية السعودية لممارسة هذه المهنة التي تسيء إلى كل مواطن سعودي.
وتقوم الجهات الأمنية والجهات ذات العلاقة بجهود مشكورة لمكافحة التسول ولكنها تحتاج إلى المزيد من القدرات البشرية والإمكانات المادية كما تحتاج بالدرجة الأولى إلى تعاون المواطن الذي هو رجل الأمن الأول .
لذلك يجب توعية المواطنين وتثقيفهم ومنعهم من التعاطف مع هذه النوعيات من البشر الذين لا هم لهم سوى جمع المال بأي طريقة كانت ودون عناء .
وأولئك يجب عدم التعاطف معهم أو مد يد العون لهم كما يجب الإبلاغ عنهم والتعاون مع الجهات ذات العلاقة لمكافحتهم .
ونحمد رب العزة والجلال في هذا الوطن العزيز أن منحنا قيادة رشيدة وحكومة عادلة تهتم بالمواطن والمقيم وتسعى بكل ما أُوتيت من قوة وإمكانيات لتحقيق سبل العيش الكريم لهم فهناك عدة منصات خيرية للتبرع للمحتاجين وفك الدين عن المدينين مثل منصة إحسان ومنصة فُرجت وغيرها من المنصات الآمنة .
كما ان هناك جمعيات خيرية غير ربحية مدعومة من الدولة أعزها الله تقدم خدمات جليلة لكافة الأسر المحتاجة بموجب آلية منظمة تمنع أي مجاملات أو تجاوزات .
ولذلك لن تجد أي شاب سعودي أو أسرة سعودية تحت خط الفقر وذلك بفضل الله ثم بفضل التكافل الإجتماعي الذي نتفيأ ظلاله في هذا المجتمع الحيوي الذي ينعم بالعيش الكريم في هذا الوطن الطموح .
ولكن التشويه وارد من أولئك الذين يتكاثرون مع قدوم المواسم الفضيلة وهم غير سعوديين لإستدرار عطف المواطن والزائر بكلمتهم المتعارف عليها ( لله يا محسنين ) .
• كاتب رأي ومستشار أمني