المقالات

بوابات الطائف التاريخية: شواهد على أصالة الماضي وجمال التطوير

طلاليات

المناطق المركزية في كل مدن العالم تعد القلب النابض والمفعم بتاريخ المدن، ودائمًا ما تكون مقصد الزوار للاطلاع على تاريخ وتراث الدول الأخرى. المناطق الرئيسية في مدننا تشكل تاريخ المكان وتاريخ السكان قديمًا بما تحويه من معالم أثرية وتاريخية تحاكي معالم وآثار الأجداد.

لذلك، تحظى هذه المناطق باهتمام دولتنا الرشيدة التي تسعى لتطويرها مع الحفاظ على رونقها القديم، ودمج جماليات الماضي بما تشهده مدننا من تطور ونماء. لتبقى شاهدًا حيًا على التاريخ ممثلًا في مبانيها وشوارعها ومحلاتها التجارية.

الطائف هي واحدة من أهم المدن في بلادنا، وتضم منطقة مركزية حيوية معروفة يقصدها السياح من دول الخليج والعالم العربي والإسلامي، نظرًا لأنها ما زالت محافظة على شكلها التراثي القديم. تحيط بها المنازل ذات الطابع المعماري الأثري الجميل من جميع الجهات.

وفي الآونة الأخيرة، شهدت المنطقة تحديثًا وتطويرًا ملحوظًا، وتحسين مداخلها وبواباتها الأثرية والتاريخية التي تحيط بها. من أبرز هذه البوابات: بوابة باب الحزم في الجهة الشمالية، وبوابة باب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، والتي تقع في الجهة الجنوبية من المنطقة المركزية بجوار مسجد عبد الله بن عباس الشهير في محافظة الطائف، وبوابة باب الريع الواقعة في الجهة الغربية من المنطقة المركزية.

أصبحت هذه البوابات معالم بارزة للمنطقة المركزية. كما قامت أمانة الطائف بتطوير المنطقة بأكملها، حيث أولتها اهتمامًا خاصًا، وواصلت تحسين مبانيها التاريخية ومحلاتها التجارية. وتم تجديد هذه المباني بالكامل بتوجيهات ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار بن عبد العزيز، محافظ الطائف، وبجهود أمين الطائف المهندس عبد الله بن خميّس الزايدي، الذي يحرص على استمرار التطوير إيمانًا بأن المناطق المركزية هي القلب النابض والكتاب المفتوح الذي يعكس تاريخ المدن وسكانها.

التطوير الذي شهدته الطائف عمومًا، والمنطقة المركزية خصوصًا، عزز من الشكل الهندسي للمنطقة مع الحفاظ على طابعها التاريخي القديم. وتم دمج هذا الطابع مع التطوير الحديث الذي أضاف للمنطقة جمالًا لافتًا، جعلها مقصدًا للسياح والمتسوقين من الداخل والخارج.

من أبرز التطويرات في المنطقة المركزية:
• رصف الممرات: تم استخدام نوع مميز من البلاط الفاخر الآمن من الانزلاق، والذي يغطي كامل المنطقة المركزية، حفاظًا على سلامة المارة أثناء الأمطار أو التنظيف.
• تطوير المحلات التجارية: تم تحسين واجهات المحلات والحفاظ على شكلها التراثي، وتوحيد اللوحات الإعلانية وإزالة العشوائيات، مع طلاء واجهات المباني والعمائر المحيطة بلون موحد.
• استبدال أعمدة الإنارة: تم تركيب أعمدة إنارة فاخرة تتناسب مع طبيعة المكان وتضفي عليه رونقًا خاصًا.
• أماكن مخصصة للأسر المنتجة: أُنشئت أكشاك ذات طابع جمالي خاص لدعم الأسر المنتجة.
• مركبات صديقة للبيئة: تم منع دخول السيارات إلى المنطقة المركزية، وتوفير عربات صديقة للبيئة لنقل المتسوقين والزوار بين المحلات التجارية.

صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار يحرص على زيارة المنطقة المركزية بشكل مستمر، للاطلاع على ما يتم تطويره، والاستماع لملاحظات أصحاب المحلات والزوار، مما يعزز من تطلعات المنطقة ويجعلها وجهة محببة للجميع.

ملاحظات من الزوار:
رغم التطوير المميز، عبّر البعض عن استيائهم من سوء تعامل الشركة المسؤولة عن المواقف، وحرصها المبالغ فيه على فرض الغرامات، حتى في الحالات الطارئة مثل الصلاة على الجنائز أو تقديم واجب العزاء في مقبرة عبد الله بن عباس. هذه المشكلة أصبحت محل تساؤلات واستياء عام، مما يستدعي تدخل الجهات المعنية لوضع حلول فورية لهذه الأزمة، خاصة أن المنطقة تعتبر وجهة حيوية للسكان والزوار.

ختامًا، تبقى الطائف، بمنطقتها المركزية، جوهرة نابضة تجمع بين أصالة الماضي وروعة الحاضر، معززة مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات التراثية والسياحية في المملكة.

محمد سعد الثبيتي

طلاليات محمد الثبيتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى