
رغم اتهام الكثيرين في الغرب للدين الإسلامي بأنه يحرض على العنف والكراهية، فإن بعضًا من أهم الشهادات المنصفة بحق الإسلام ونبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- جاءت من علماء ومفكرين غربيين، أغلبهم غير مسلمين، عُرفوا بالمستشرقين، أي الذين درسوا بعمق أحوال الشرق الإسلامي.
لم تكن أقوال هؤلاء المستشرقين مجرد تعبير عن آرائهم، بل جاءت بعد دراسة متأنية للتاريخ الإسلامي، وخاصة الفترة التي عاشها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومواقفه مع أعدائه قبل أصدقائه وأتباعه.
لقد انبهر كثير منهم بأخلاق النبي العظيمة – بأبي هو وأمي – حتى قال بعضهم:
“إن محمدًا يتسم بأهم صفتين: العدالة والرحمة”.
مايكل هارت: محمدٌ أعظم شخصية في التاريخ
الفيزيائي الأمريكي مايكل هارت، صاحب كتاب “الخالدون المئة”، اختار نبينا الكريم في المرتبة الأولى ضمن قائمة أهم 100 شخصية مؤثرة في التاريخ الإنساني.
الفونس دي لا مارتين: عبقرية النبي لا تُقارن
أما السياسي والشاعر الفرنسي ألفونس دي لا مارتين، فقد قال:
“إن عبقرية النبي محمد لا تقارن”.
جورج برنارد شو: محمد هو منقذ البشرية
يُعتبر المستشرق الإنجليزي الشهير جورج برنارد شو من أشهر الغربيين الذين أنصفوا الإسلام. ففي كتابه “محمد” قال:
“المثل الأعلى للشخصية الدينية عندي هو محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهو يجمع بين الحماسة الدينية والجهاد في سبيل التحرر من السلطة، ولم يدّع سلطة دينية لنفسه، ولم يحاول أن يسيطر على المؤمنين أو يحول بينهم وبين ربهم، بل لم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى”.
وأضاف في موضع آخر:
“لو تولى العالم الأوروبي رجل مثل محمد لشفاه من علله كافة، بل يجب أن يُدعى منقذ الإنسانية… إنني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الوحيدة التي تجمع كل الشرائط اللازمة وتناسب كل مرافق الحياة. لقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولًا في أوروبا غدًا، وقد يكون مقبولًا لديها اليوم، ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد يحل مشاكل العالم”.
راما كريشنا راو: محمد رجل لكل الميادين
وفي كتابه “محمد النبي”، كتب أستاذ الفلسفة الهندي راما كريشنا راو:
“لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها، لكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة، فهناك محمد النبي، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامي العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضي… كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلاً”.
ختامًا.. رغم الادعاءات التي يحاول البعض إلصاقها بالإسلام ونبيه الكريم، فإن كبار المفكرين والمستشرقين الغربيين، من مختلف العصور، شهدوا بعظمة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقرّوا بأنه أعظم الشخصيات التي عرفها التاريخ، وبأنه القائد والمصلح والملهم الذي تحتاجه البشرية اليوم.