عام

المادحون تحت مقصلة التصفية

حذر صفوة البشر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من المادحين وقال احثوا في وجوههم التراب ، وحذر العقلاء من سوق المادحين الذين سوقوا لبضاعتهم الرخيصة على حساب ابنائهم وعلى حساب كرامتهم وعلى حساب قيم ومكانة قبائلهم بصفتهم عود من هذه الحزمة.
شعرت بالسعادة فور إعلان تشكيل اللجنة الوطنية لصناع المحتوى بقيادة الخبير المتمكن من أدواته يحيى الشهراني، وبوجود رموز التأثير الرصين المحترم، وازدادت سعادتي عند إعلان استحداث الإدارة العامة للأمن المجتمعي ومكافحة جرائم الإتجار بالأشخاص، لتعزيز أمن المجتمع وسلامته، وترتبط بالمديرية العامة للأمن العام، والتي أتت إنفاذًا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والهدف تطوير وتعزيز كفاءة منظومة العمل الأمني عامة ومنظومة مكافحة الجرائم التي تتعدى على الحقوق الشخصية أو تمتهن الحريات الأساسية المكفولة شرعًا ونظامًا أو تتجاوز على كرامة الأفراد بأي صورة كانت، وبهدف القضاء على هذه الجرائم، وتعزيز أمن المجتمع وسلامته من السقطات والتوافه.
وصلت فوضى التعاطي عبر وسائل الإعلام ذروتها، ووصل حنق وغيض المجتمع من هؤلاء الرخيصين الذين يعتقدون أن لديهم “قبول” وقابلية بينما الواقع انهم مسخرة، ولا قيمة لما يقدمونه من ركض في انحاء البلاد من ترابها إلى ترابها، وبضاعتهم رخيصة تقلل من قيمتهم في المجتمع، بل تهوي بهم إلى سفح السخرية والامتعاض، وتترك أثراً سلبياً على أسرهم وقبائلهم.
اعلم تماما أن تجار التهريج” من المادحين الكذابين الذين يرددون عبارات الثناء لأي شخص يقابلونه بعبارة أبوك راعي شداد وابوك راعي الطويلة، وجدك راعي المواقف بينما الواقع أن كل قدره عند الله، ولا يمكن يكون كل الذين يقابلهم أهل شداد ويشبون النار للضيف، بل هي طافية كما هو واقع حال صاحب مهنة المدح على غير سنع.
لا اعيب على المادحين تهريجهم لأن هذه ثقافتهم، وهذه عقليتهم ، وإنما اشفق على ابنائهم الذين يجرجرونهم ابائهم في كل مكان بدعوة وبدون دعوة ويحولونهم إلى صعاليك يعبث بإنسانيتهم الأب المدرعم، والكارثة ان هناك من يحتفي بهذه النوعية الساذجة لذا اعيب على الذين يستقبلون المهرجين ويحتفون بهم مخالفين بذلك السنة النبوية الشريفة التي تنهاهم عن احتضان هذه العينة التي ابتلي بها المجتمع، ويكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب.
عموما المهرج الذي يعتقد ان له ” قبول” في المجتمع، وهو يعلم أن العقلاء يحثون في وجهه التراب من باب اتباع السنة ليس إلا ويعلمُ تماما انه يخدع نفسه الأمارة بالسوء، ويعلم أن أول من يدفع ثمن بضاعته الرخيصة أبنائه الذين يجرجرهم معه في كل شعب بدون دعوة تحفظ له كرامته إذا كان لديه كرامة، اما الذين يستقبلون المادحين ، ونجد عددهم في كل مناسبة عندهم اكثر من عدد الضيوف فهؤلاء ممن يحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، ويسعون للبروز المجتمعي على أكتاف الوهم، وهذا دليل ضعف الوازع الديني، وارتفاع نسبة هرمونات الأواني الفارغة، وإن جرعة الهياط غسلت وجيههم بمرقة، وهم يعلمون تماما معنى عبارات السخرية التي يرددها المجتمع نحوهم بعد كل مناسبة هياط.
اللجنة الوطنية لصناع المحتوى، والإدارة العامة للأمن المجتمعي ومكافحة جرائم الإتجار بالأشخاص ستضع المداحين والمهايطين وتجار الاسفاف ومثيري النعرات النتنة تحت المقصلة، وستنظف الساحة من غثائهم، وسيتم تطوير المحتوى بما يتناسب وديننا ومكانتنا وقيمنا فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى