المقالات

الولاء والانتماء للوطن.. مسؤولية الأجيال ونهج الأجداد

الولاء والانتماء للوطن ليسا مجرد مشاعر عابرة، بل هما مبدأ راسخ في القلوب وسلوك يُترجم على أرض الواقع. فقد أثبتت الأجيال السابقة صدق انتمائها لوطنها وقيادتها، وساهمت بجهودها وتضحياتها في بناء الدولة السعودية على مدى ثلاثة قرون، متحدّيةً الصعاب ومواجهة الأزمات بإيمانٍ راسخ وإخلاصٍ لا يتزعزع.

إرث الأجداد ومسؤولية الأحفاد

عاش آباؤنا وأجدادنا في ظروف قاسية، تحفّها المخاطر، وتكتنفها التحديات من فقرٍ وشحٍ في الموارد، وانعدامٍ للأمن، ومع ذلك، لم تثنهم هذه الظروف عن الوفاء لوطنهم والمشاركة في بنائه والدفاع عنه بكل ما يملكون. كانوا رجالًا أفذاذًا حملوا راية الولاء، وأفنوا حياتهم في سبيل توحيد البلاد تحت راية التوحيد، فلم يكن لديهم من مغريات الحياة شيء، لكنهم كانوا أكثر صدقًا وجهادًا وإخلاص.

وها نحن اليوم، قد أنعم الله علينا بالأمن والاستقرار والرخاء، وأصبحت بلادنا نموذجًا في التنمية والتقدم، فلا خوف ولا جوع، ولا فقر ولا انعدام أمن، وهذا يوجب علينا أن نكون أكثر إخلاصًا وعطاءً من أسلافنا، وأن نشارك بفاعلية في كل ما يخدم وطننا، ويعزز مكانته بين الأمم.

قبيلة بللسمر ودورها في التأسيس

من بين القبائل التي سجّلت صفحات مشرقة في تاريخ المملكة، برزت قبيلة بللسمر بدورها البطولي ومشاركتها الفاعلة في تأسيس الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، حيث قدّمت المجاهدين والشيوخ والفرسان الذين جاهدوا إلى جانب حكام آل سعود الميامين، وكان لهذه القبيلة شرف الوفاء والمشاركة في معارك التوحيد كباقي قبائل المملكة- من دعمٍ ومساندة لجهود التوحيد والبناء، مسطّرةً بذلك أسمى معاني الفداء والإخلاص.

واجبنا اليوم تجاه الوطن

إذا كان الأجداد قد بذلوا الغالي والنفيس من أجل بناء هذا الوطن، فإن مسؤوليتنا اليوم لا تقلّ شأنًا، بل ربما تكون أعظم، لأننا نعيش في عصرٍ تتعدد فيه التحديات، وتتطلب منا مزيدًا من الوعي والعمل الجاد للحفاظ على مكتسباتنا الوطنية. فالولاء للوطن لا يقتصر على الكلمات، بل يظهر في العمل، في الإخلاص في أداء الواجب، والحرص على الأمن والاستقرارووحدة الصف واللُحمة الوطنية ، والمساهمة في نهضة الوطن وإزدهاره.

وفي يوم التأسيس وذكراه الخالدة نحمد الله أن جعلنا أبناء هذه البلاد المباركة مواطنين منتجين نعمل بجد واجتهاد ، ونسأله أن يوفقنا لمواصلة مسيرة البناء والازدهار، وأن يحفظ حكومتنا الرشيدة، وولاة امرنا وان يديم على وطننا أمنه واستقراره، لتظل المملكة العربية السعودية نموذجًا يُحتذى به في الوحدة والتنمية والريادة على الصعيدين الاقليمي والعالمي .

•مدير جامعة شقراء وعضو مجلس الشورى (سابقاً)

أ.د. عوض بن خزيم الأسمري

رئيس جامعة شقراء، عضو مجلس الشورى السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى