تابعت مباريات ربع نهائي بطولة النخبة الآسيوية، وفرحتُ بتأهل الأندية السعودية الثلاثة: الهلال والنصر والأهلي. وأتمنى لأي منها تحقيق اللقب، فالمنجز في نهاية المطاف سيكون باسم الوطن.
وبنظرة فنية سريعة، لم تجد الأندية السعودية صعوبة تُذكر في التأهل، نظرًا لتواضع مستوى بعض أندية شرق القارة، وهو ما دعا الزميل عدنان جستنية إلى المطالبة بإعادة النظر في مسمى البطولة، في تصريح نُشر بهذه الصحيفة تحت عنوان: “عدنان جستنية يطالب الاتحاد الآسيويبإعادة النظر في مسمى “بطولة النخبة”.
هذا التفوق لا يقلل من قيمة أنديتنا، بل يُبرز حجم الفارق بين ما يُعرف بـ “أندية الصندوق” المدعومة من صندوق الإستثمارات العامة، وبين بعض أندية الشرق، ويؤكد أن الفضل يعود للدعم السخي الذي يحظى به قطاع الرياضة، خصوصًا كرة القدم، في المملكة العربية السعودية.
أكثر ما لفت نظري في هذه المرحلة هو مستوى فريق كاواساكي الياباني، الذي أقصى السد القطري بكل سهولة، وفرض أسلوبه بذكاء فني عالٍ. عجز أكرم عفيف وزملاؤه عن مجاراة هذا الفريق المنظم، الذي بدا كأنه نسخة مصغرة من المنتخب الياباني، من حيث الانضباط والتكتيك والتحرك الجماعي.
كاواساكي يلعب ككتلة واحدة، يتحرك لاعبوه بتناغم عالٍ، وكل لاعب يعرف دوره بدقة. يمتازون بمهارات أساسية متقنة، من الاستلام والتسليم إلى توزيع اللعب والثقة بالنفس.
على دفاع النصر أن يكون في قمة تركيزه لمواجهة التهديدات الهجومية لفريق كاواساكي، خاصة من المهاجم البرازيلي إيريسون، الذي يتميز بقدمه اليسرى القوية وقدرته على استغلال الفرص داخل منطقة الجزاء. كما يجب الحذر من تحركات صانع الألعاب ياسوتو واكيزاكا، الذي سجل هدفين في البطولة، بما في ذلك الهدف الحاسم في الوقت الإضافي أمام السد القطري، مما يؤكد خطورته في المباريات الكبرى.
ختامًا
نصر “الدون” بحاجة إلى مجهود كبير، وتركيز عالٍ، واستغلال أنصاف الفرص لتجاوز كاواساكي غدًا. وأمام ساديو ماني فرصة حقيقية لإثبات نفسه، وربما تكون هذه المباراة “جواز السفر” للتجديد، أو “تأشيرة خروج بلا عودة للنصر”.
عطفًا على مباريات دور ربع النهائي، أرى أن كاواساكي هو الفريق الأفضل أداءً، بعدما أطاح بأحد عتاولة القارة، “السد الذهبي”. وإذا تجاوز النصر – لا قدّر الله – فسيكون الأقرب للقب.
لكن ما يجب أن يدركه اللاعبون، وهم يتجهون نحو نصف النهائي والنهائي، أن أندية الصندوق التي شاركت في دوري أبطال آسيا الموسم الماضي لم ينجح أحدٌ منها في تحقيق اللقب، رغم ما تملكه من دعم كبير وإمكانات. وعليهم أن يستوعبوا أن طريق البطولة لا يُعبد بالأموال، بل يُشق بالجاهزية والانضباط والروح القتالية العالية.
“كل ما أخشاه أن يخطف كاواساكي الياباني كأس النخبة، وسط إنشغال الجماهير وبعض الإعلاميين بالتراشق المخجل وتعزيز نظرية المؤامرة، كما هو حاصل مع تعيين الحكم أدهم المخادمة. ونستفيق حينها على واقع أن كاواساكي هو بطل النخبة.