همس الحقيقة
سؤال بديهي يطرح نفسه: ماذا يحدث في مطبخ لجنتي الانضباط والاستئناف فيما يخص احتجاج
نادي الوحدة المقدم ضد نادي النصر لمخالفة صريحة بعد تأخر الفريق النصراوي عن موعد إقامة المباراة فترة زمنية تستلزم نظامًا إصدار عقوبة، حسبما تنص عليه لائحة الانضباط؟ فمن غير المعقول أن يأخذ الحكم والبت في هذا الاحتجاج كل هذه المدة “الطويلة”؟!!
•إن النظام واضح جدًا ومعروف لهذه الحالة، ولا يتطلب كل هذا الوقت للنظر فيها، ولا كل هذه “الاشتباكات” بين لجنتين قضائيتين من المعلوم “تخصصاتهما” وما تملكان من صلاحية تفرض عليهما اتخاذ القرار المناسب وإصدار الحكم دون أي تفسيرات تعطي انطباعًا يفتح أبواب الريبة والشك وتثير الرأي العام، وبالذات حول لجنة الاستئناف التي يبدو لي وللشارع الرياضي أنها “تنصلت” عن مسؤوليتها بإعادة ملف القضية “من جديد” إلى لجنة الانضباط بعد نقضها لقرارها وقبولها لاستئناف نادي الوحدة!
•لا أجد عذرًا مقبولًا ولا مبررًا منطقيًا يدفع لجنة الاستئناف إلى إعادة ملف الاحتجاج للجنة الانضباط بعدما وجدت موقف نادي الوحدة على حق، حيث كان من المفروض أن تصدر قرارها النهائي في حينها، وبالتالي يتم تلقائيًا تطبيق لجنة الانضباط العقوبة ضد فريق النصر، وذلك بسحب النقاط الثلاث منه ومنحها لنادي الوحدة.
•من خلال متابعتي لأكثر من احتجاج تقدمت به أندية وُرِفض بقرار من قبل لجنة الانضباط وتم الاستئناف عليه، لم يسبق أن حدثت مثل هذه الحالة؛ لجنة الاستئناف تلغي قرار لجنة الانضباط ثم تعيد لها القضية من جديد، إنما كان الإجراء المتبع بعد إلغاء قرار لجنة الانضباط أن يصبح قرار لجنة الاستئناف نافذًا، لأنها اللجنة القضائية الأعلى. ولهذا، أثارت إعادة لجنة الاستئناف إلى لجنة الانضباط – رغم صدور قرار منها – علامات استفهام وتعجب حول هذا الإجراء، الذي أَحسب أنه لم يُسبق أن طُبِّق في حالات مماثلة.
•إن على لجنة الاستئناف أن تحسم أمرها وتعي بمسؤوليتها وتدعم قرارها السابق بمطالبة لجنة الانضباط بتطبيق النظام، وإعادة رسوم الاحتجاج ورسوم الاستئناف إلى نادي الوحدة، ومن ثم إلغاء قرار لجنة الانضباط للمرة الثانية، وقبول احتجاج نادي الوحدة شكلًا ومضمونًا، واعتماد عقوبة نادي النصر بسحب النقاط الثلاث من رصيده.
•كما يجب حسم القضية بـ”سرعة”، ذلك أن الفريقين لهما استحقاقات مهمة جدًا سيكون لها تأثيرها البالغ في تحديد مراكزهما بالدوري، وحتى لا يُفهم من هذا التأخير غايته البحث عن مصلحة نادٍ على حساب مصلحة النادي الآخر.
مع أنني أَرْبَأ بلجان اتحاد القدم القضائية أن تعمل بمثل هذه الأساليب التي تسيء للعدالة كثيرًا وتثير الاحتقان بين الجماهير الرياضية والتعصب الرياضي.
أحسنت أستاذنا القدير