همس الحقيقة
لم يعد نادي الاتحاد كما كان في السابق يُدار وفق اجتهادات شخصية من رؤساء وأعضاء شرف ارتبطت علاقتهم بهذا الكيان العظيم بحبٍّ وعشقٍ لا مثيل له، فسخّروا له من الوقت والمال والجهد والعطاء ما يستحق، وبذلوا الغالي والنفيس من أجل رفعته، وبناء أمجادٍ خالدة على مر الأزمنة والأجيال، تُسطَّر في صفحات تاريخٍ مجيد لن ينساهم في كل سطر من سطوره، ولن ينسى بأي حال من الأحوال وقفاتهم الصادقة، وتضحياتهم المشهودة في عالم كرة القدم، وتحويله إلى “براند” عالمي، من خلال ما حققه النادي على مدى أكثر من تسعين عامًا من إنجازات، تمثلت في عدد هائل من البطولات والمشاركات المحلية والعربية والقارية والدولية، في كرة القدم وسائر الألعاب، لينال عن جدارة لقب “عميد وزعيم الأندية السعودية”.
هكذا كان نادي الاتحاد يُدار من قبل محبين وعاشقين، لا يمتلكون خبرات إدارية متخصصة في المجال الرياضي، أو دراسات أكاديمية في عالم كرة القدم وشقيقاتها من الألعاب، ومع يقيني بأن كلمة “شكرًا” وتكريمهم لن توفيهم حقهم، إلا أن التاريخ يشهد أن هذا النادي العملاق واجه عبر مسيرته العديد من المحن والعراقيل والمعاناة التي كانت كافية لإقصائه عن الواجهة، لكنه بفضل رجاله الأوفياء ظل قويًا شامخًا، حتى جاء اليوم الذي يتحول فيه من اتحاد “الأفراد” والاجتهادات الشخصية إلى عمل مؤسسي تُديره شركة تتولى شؤونه من الألف إلى الياء، بعد التعاقد مع خبرات عالمية متميزة.
لقد لمس المشجع الاتحادي وغير الاتحادي العمل الجاد والمتقن والمستمر لتلك الخبرات، وكيف تمكنت في فترة قصيرة من رسم هوية جديدة للنادي، تشكل قفزة نوعية كبيرة أخرى في مسيرته، وأسهمت في صناعة جيل جديد من المواهب الشابة، وكفاءات سعودية تغطي العديد من الجوانب الإدارية والفنية والمالية والإعلامية والعلاقات العامة والتسويق.
ولو قام أي اتحادي أو زائر بجولة داخل أروقة النادي، لـ”تفاجأ” كثيرًا بما سيراه من نقلة نوعية لا تزال في بداياتها، والقادم – بإذن الله – أجمل وأفضل.
وهنا، لا بد من كلمة حق يجب أن تُقال من كل منصف، عبر تقديم خالص الشكر والامتنان للرئيس التنفيذي المحترم السيد دومينغوس سواريز دي أوليفيرا، على عمله الاحترافي، وخبرته المتميزة التي أسهمت خلال فترة قصيرة جدًا في تطور ملحوظ لمسيرة النادي إداريًا وفنيًا وفي جميع الألعاب.
فهو شخصية تتمتع بخلق رفيع وتفانٍ في العمل، وقد علمت أنه من شدة إعجابه بجماهير الاتحاد أصبح متيّمًا بالعميد.
وكذلك المدير الرياضي المحترم السيد رامون بلانيس، الذي يستحق الشكر والثناء، لما يتمتع به من نظرة ثاقبة وعين فاحصة وفكر نير وعطاء مبهر، ورغم الانتقادات التافهة أحيانًا من أصحاب النفوس الضعيفة، إلا أنه ظل شامخًا يؤدي عمله في صمتٍ تام.
وبطبيعة الحال، الشكر موصول لكل فريق العمل في النادي من مشرفين وإداريين وفنيين، الذين يعملون بطاقات وطنية مخلصة لتحقيق مزيد من الإنجازات التي تواكب طموحات جماهير هذا الكيان العظيم.
وتحية إعجاب وتقدير للكوادر الوطنية العاملة خلف الكواليس، مثل الأستاذ أحمد الشربيني الذي يلعب دورًا مهمًا – كما وصلني – في تسيير الأمور داخل النادي إلى جانب الرئيس التنفيذي، وكذلك الأستاذ مشاري خان الذي يعمل مع المدير الرياضي، بالإضافة إلى النجم الخبير حمزة إدريس.
خلاصة القول:
لا خوف على الاتحاد بوجود هذه القمم من القامات المحترمة، ومرحبًا بأي رئيس سيتم انتخابه في الأيام القادمة، وإن كنت أرى أن هذا زمن المهندس فهد سندي ليُكمل استراتيجية العمل الإداري لشركة النادي، التي بدأها بنجاح المهندس لؤي عمر مشعبي، والذي يمتلك نفس مقومات النجاح، المتوفرة أيضًا لدى أعضاء مجلس الإدارة، والمنسجمة مع فكر ومنهجية الرئيس التنفيذي السيد دومينغوس، وبدعم واهتمام كبير من ملاك الشركة ممثلًا في صندوق الاستثمارات العامة السعودي.