المقالات

بعد عشرين عامًا.. الهلال يجدد الذكرى الاتحادية

همس الحقيقة

بعد مشاهدتي للمباراة المثيرة والممتعة جدًّا التي أُقيمت صباح يوم الثلاثاء الماضي بين الهلال ومانشستر سيتي في بطولة كأس العالم للأندية، والمستوى الفني الرائع المذهل الذي قدّمه الفريق الهلالي، وفوزٍ تاريخيٍّ حقّقه وتأهّلٍ حَصده عن جدارةٍ واستحقاق، كتبتُ تغريدةً في منصة «إكس» مُهنِّئًا ومُشيدًا بهذا الإنجاز الكبير، مُعبِّرًا في الوقت نفسه أنّ الهلال لم يهزم بطل العالم السابق فحسب، إنّما هزم كلّ الظروف التي واجهته في هذا اللقاء من إصاباتٍ لأبرز نجومه وفوارقَ فنيةٍ وخبرةٍ دولية، وهذه حقيقةٌ مرئيةٌ لمباراةٍ ستبقى في الذاكرة لن ينساها العالم.
• هذه المشاعرُ الفيّاضةُ فرحًا لنادٍ سعوديٍّ ليس غريبًا أن انطلقتْ منّي في لحظة إعجابٍ صادقة؛ فمن منّا لا يُحبّ الجمال في كرة القدم وملامحَ إبداعٍ سطّرته القوة الزرقاء؟ صحيح أنّ ميولي الرياضي معروف لدى الجميع، وأفتخر أنّي «اتحاديّ» حتى النخاع وأحمد الله على ذلك، ولكن في الوقت نفسه لا يمنعني كإعلاميٍّ كاتبٍ صحفيٍّ وناقدٍ رياضيٍّ أن أكون «منصفًا» لفريقٍ من أندية الوطن منافسٍ للنادي الذي أُشجّعه، استطاع في يومٍ تاريخيٍّ أن يُسعدنا ويُبهر العالم؛ فمن أبسط حقوقه منحه هذا الحق الأدبي محلِّقًا بكلماتي في سماء «الإبداع».
• هذا الإعجاب الشديد ـ إذا خرجنا من قيم ومبادئ الصحافة التي تحثّ على التحلّي بالروح الرياضية والحيادية ـ فلا بدّ أن مصدر هذا الإعجاب جاء متوافقًا مع الحديث الشريف بما في معناه: «حبّ لأخيك كما تحبّ لنفسك». هذا هو الإحساس الذي راودني؛ فكما تلتهب مشاعر الفرح والسعادة في نبضات قلبي حينما يفوز الاتحاد ويقدّم ملحمة كروية للعالم، مثلما شاهدناه في أكثر من محفل قاريٍّ وعالميٍّ، سواء الخماسية «القاهرة» التي «أدّب» من خلالها الفريق الكوري على أرضه وبين جماهيره، ومثلما شاهدناه في بطولة كأس العالم في اليابان قبل عشرين عام بالتمام والكمال حينما ابهر العالم في اول بطولة عالمية للاندية في نسختها الاولى،بشهادة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق «بلاتر» عندما قال: لم أرَ ناديًا آسيويًّا منذ خمسة وعشرين سنة مثل الاتحاد، من هذا المنطلق كان إحساسي تجاه الهلال فرحًا بـ«انتصار» لا تشوبه شائبة، تحديدًا خاليًا من «أخطاءٍ تحكيمية» او ما شابه ذلك، كانت وما زالت تمثل لي «إزعاجًا» شديدًا يُثير قلمي، رافضًا أن يهب حكمٌ فريقًا فوزًا بصافرة ظالمة، وهذا ما شعرت به بعد الهدف الأول الذي حققه فريق مانشستر سيتي في بداية اللقاء، وهذا ما دفعني لكتابة تغريدة رافضًا ذلك الهدف غير الشرعي.
• عموماً، أُجدد مباركتي وتهنئتي لنادي الهلال إدارةً وفريقًا وجمهورًا بذلك الفوز والتأهل، متمنيًا أن يواصل انتصاراته يوم غدٍ مع فريقٍ برازيليٍّ لا يُستهان به، طالبًا من كافة جماهير أنديتنا السعودية عملًا بالحديث الشريف: «لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.»، وإن كنت اسمع اصوات من بعض جماهير الاندية تخاطب هذا الإحساس الوطني الذي تمالك قلمي ،موجهة هذا السؤال “هل الاعلام الهلالي وجماهير النادي لو حقق اي نادٍ سعودي نفس الانجاز الذي حققه الهلال في هذه البطولة سيفرحون له مثلك وكما عبرت، من منطلق نفس المشاعر الصادقة التي دفعتك لكتابة هذا المقال ومشاركة الهلالين فرحة وطن؟

عدنان جستنية

كاتب وناقد صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى