المقالات

شكرا ا لجنة التوثيق

لم يكن ما حدث مؤخرًا في توثيق بطولات الدوري السعودي مجرد عملية أرشفة للأرقام والبطولات، بل كان خطوة تصحيحية حتمية لإنصاف التاريخ الرياضي للمملكة العربية السعودية. التوثيق الحقيقي لا يقتصر على تسجيل الأحداث، بل يعني إعادة الاعتبار لما فُقد أو شُوّه من حقائق، وهو ما جسدته اللجنة المختصة بشجاعة تحسب لها.

فمن غير المقبول لدولة بحجم ومكانة المملكة، والتي تعد إحدى القوى الكبرى على مستوى القارة الآسيوية والعالم العربي، أن يكون في تاريخها الرياضي فجوات غير مبررة. كان من غير المنطقي أن يتم تجاهل نحو عشرين عامًا من البطولات التي أُقيمت بنظام الدوري وبمسمى “الدوري”، ثم لاحقًا جرى تحويلها إلى بطولات كأس الملك أو بطولات خروج المغلوب، مما غيّب حقيقة وجود دوري متواصل منذ عقود.

تأخُّر هذا التصحيح لا يقلل من ضرورته، فالتاريخ الحقيقي قد يتأخر توثيقه، لكنه لا يموت، وتصحيح الأخطاء التاريخية واجب لا يسقط بالتقادم. إن لم يتم اليوم، فسيتم غدًا أو بعد غد، ولا بد أن تُعاد الحقوق لأصحابها وللمؤسسات التي أسست هذه البطولات.

وتبرز هنا أهمية اتخاذ قرارات تصحيحية عاجلة، تواكب الطفرة الرياضية الكبرى التي يعيشها الدوري السعودي. فاليوم، أصبح الدوري السعودي وجهة عالمية، تستقطب أبرز نجوم العالم، وتحظى بتغطية دولية واسعة. وفي ظل هذا الحراك النوعي، لم يعد مقبولًا أن تبقى بعض الحقائق معلقة أو مغلوطة. بل أصبح من الضروري أن تكون كل أركان كرة القدم السعودية، بما فيها التاريخ والإرث الرياضي، متسقة مع هذا التطور السريع.

التوثيق السليم للبطولات لا يمنح الأندية واللاعبين فقط حقوقهم المعنوية والتاريخية، بل يعزز مكانة الدوري السعودي على الخارطة الدولية، ويعطي صورة مكتملة عن قوة المنافسة الرياضية في المملكة. كما أنه يرسّخ الثقة لدى الجماهير والمستثمرين في أن البيئة الكروية السعودية بيئة عادلة، تحفظ الإنجازات، وتحترم التاريخ.

ختامًا، تُسجل كلمة شكر للجنة التي تولت هذا التصحيح بجرأة ومسؤولية. قراراتهم لم تكن مجرد تصحيح لتاريخ مضى، بل كانت استثمارًا في المستقبل، وتأكيدًا على أن الرياضة السعودية تسير بخطى ثابتة نحو الريادة، محليًا وعالميًا

فارس أحمد

مهندس هيدرلوجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى