المقالات

#الأهلي يكتب المجد.. لا لنفسه فقط، بل للكرة السعودية بأكملها

الأهلي لا يحتفل اليوم ببطولة آسيوية فقط، بل يسطر تاريخًا جديدًا لكرة القدم السعودية، كأول نادٍ يتوج بلقب دوري أبطال آسيا في نسخته الجديدة “نظام النخبة”. إنجاز لم يكن عابرًا، بل ارتكز على مسيرة ناصعة من العمل والعطاء، تُوِّجت بأرقام غير مسبوقة: 13 مباراة دون هزيمة، ولأول مرة في تاريخ البطولة بهذا النظام الجديد.

لكن القصة أكبر من مجرد أرقام. إنها دروس في الإصرار، في الجمال الكروي، في الشغف. دروس قدمها جمهور لم يكن في أفضل حالاته بداية البطولة، لكنه وقف بعدها بكل ما أوتي من حب وولاء، ومدرب أعاد تعريف الكرة الحديثة، ولاعبين قاتلوا بشرف، واحترقوا على العشب من أجل الشعار.

الإنجاز لم يكن صدفة.. بل ثمرة 3 سنوات من الإيمان و الصبر

بدأت الحكاية من لحظة الانكسار، حين مرّ الأهلي بأكبر أزمة في تاريخه. وقف جمهوره حينها، لا يطلب شيئًا سوى النهوض. وهكذا بدأت الرحلة.. من القاع إلى القمة، من الهبوط في دوري المحترفين، إلى التتويج على قمة القارة، إلى بوابة كأس العالم للأندية.

الجمهور بدأ الحكاية، والجمهور أنهى الحكاية.

وبين البداية والنهاية، كان هناك ركنٌ ثابت.. صندوق الاستثمارات السعودي. لم يكن مجرد مالك، بل شريك في الحلم. آمن بالجمهور حين لم يؤمن به أحد، جعله في صدارة المشروع، لم يكتف بدعمه، بل منحه قيادة الحلم. وجاء الجمهور على قدر الثقة، فصار النموذج، وصار الواجهة.

حب متبادل بين الصندوق وجمهور الأهلي

ما بين صندوق الاستثمارات السعودي، ممثلًا بشركة نادي الأهلي، وبين جماهيره، قصة حب متبادلة عنوانها الثقة والعطاء. آمن الصندوق بجمهور الأهلي، بخصوصيته وتأثيره، فعمل من أجله، دعمًا وتخطيطًا واستثمارًا، حتى وصل به إلى الحلم الأكبر: تحقيق أول بطولة آسيوية في تاريخ النادي.

وفي المقابل، آمن الجمهور بالمشروع رغم كل التحديات، من تذبذب المستوى، إلى تغيّرات المدربين، فكان السند الحقيقي. دعموا اللاعبين، آمنوا بالمدرب، وملؤوا المدرجات حماسًا وتشجيعًا، وصبروا على الطريق الطويل. واليوم يكافئ كل طرف الآخر: الصندوق يقدم عملًا إداريًا منظمًا مختلفًا عمن سبقوه، والجمهور يرد بملء الملعب، وبصوت لا يهدأ، وبشغف بات يُدرّس.

هي علاقة شراكة لا تُشترى، بل تُبنى على الثقة، الوفاء، والعمل الجماعي.

الأهلي.. الواجهة الجديدة للمشروع الرياضي السعودي

من أول مباراة في الدوري، تسويق، حشد، حضور.. الأهلي بات يروّج لرؤية، لحلم وطني، لمشروع استثماري ورياضي متكامل. أعاد بناء نفسه بجهاز فني حديث، باستقرار إداري نادر، بلاعبين لا يعرفون الاستسلام، وبدعم جمهور لا يُقهر.

واليوم.. يُختم المشهد بلقب قاري، وبطاقة إلى العالمية، وبعنوان يليق بكل ما سبق:

“من القاع إلى القمة.. الأهلي لا يمثل نفسه، بل يمثل السعودية في أبهى صورها ليصبح قصة نادرة بكورة القدم سيذكرها التاريخ كثيرا و درسا رمزيا لقصة تروي كيف يكون الصعود من القاع للقمة باسرع و اجمل طريقه .

فارس أحمد

مهندس هيدرلوجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى