المقالات

تعليم الذكاء الاصطناعي في المدارس: من المعلّم؟

حين يدخل الذكاء الاصطناعي الفصل الدراسي : من يعلّم من ؟
أيها العقل البشري المتعطّش للمستقبل، أما آن الأوان أن تسأل نفسك: من سيعلّم أبناءنا لغة الغد؟ ومن سيرافقهم عبر ممرات المعرفة و دهاليزها ،حين تصبح الكتب خوارزميات، والسبورة شاشة ذكاء؟
في سابقة لإحدي الدول الخليجية في هذا السياق فقد بدأت بقوة خطوات راكزة نحو البدء في تعليم الذكاء الاصطناعي بدءا من الصفوف الأولي من مراحل التعليم الاولى . ، ألا وهي مملكتنا الغالية السباقة دائما الى كل ما يجعلها في المقدمة في كل المجالات وذلك تحقيقا لاهداف ومحاور رؤية2030, وكأن برامج التعليم السعودي تقول باعلى صوتها:( اننيبصدد إعداد جيل يتحدث لغة الآلة، ويتعامل بكل كفاءة مع عهد الروبوتات في أطار الخلق الاسلامي المرتكزعلى الحكمة والفضيلة .
ها هي المملكة العربية السعودية كالعادة، لا تنتظر المستقبل بل تستدعيه، وتقول له : “خذ مقعدك في الصفوف الأول” , أن رجاء وهدف كل طالب هو دخول الذكاء الاصطناعي إلى قاعات الدراسة، ، كأستاذ دائم، في كل المراحل، من الابتدائي حتى الثانوي , لم تعد الألواح تكتفي بالحروف والأرقام، بل باتت تنبض بالخوارزميات، وتتنفس البيانات .
فما معنى أن يتعلم الطفل مبادئ الذكاء الاصطناعي وهو لم يُكمل بعد حروف الهجاء أو جدول الضرب؟
معناه أن هذا الطفل لا ينبغي تربيته ليكون موظفاً روتينيا ،فحسب، بل ليكون صانعاً للمستقبل، قادراً على مخاطبة العقل الرقمي كما يخاطب صديقه, معناه أن ذكاءه لم يعد فقط بشرياً، بل مدموجاً بأجنحة رقمية تحلّق به فوق حدود التكرار والتقليد ..
الذكاء الاصطناعي ليس مادة دراسية… بل هو في الواقع المعاش طريقة تفكير …
هو ليس مجرد فصل في كتاب، بل بذرة تُزرع في عقل الطالب لتنمو معه، تُعلّمه أن يسأل، أن يبتكر، أن يشكّ، أن يُبرمج الحياة قبل أن تبرمجه الحياة .
في زمنٍ تتحوّل فيه الآلات إلى كتّاب ومصممين وحتى فلاسفة، ماذا ننتظر؟ هل نُبقي أبناءنا على هامش الثورة التكنولوجية؟ الجواب بلا شك : لا
فبلا شك ينبغي العمل الجاد منذ الآن أن نعلمهم كيف يصاحبون الروبوت، لا أن يخافوه. وكيف يصنعون المعادلات، لا أكيف يتلقونها تلقينا .
المعلمون الكرام ،،،. أنتم الآن بتدريسكم للذكاء الاصطناعي تحولون المدارس إلى معامل مستقبل، تُنتج عقلاً يُجيد الحوار مع الزمن القادم .
فهل أدركنا أن التعليم لم يعد لتخزين المعرفة، بل لصُنع من يصنع المعرفة؟
وهل آن لنا أن نعيد التفكيرفي : من المعلم الحقيقي… الإنسان، أم الذكاء الاصطناعي؟
وهنا ألا يحق لنا التساؤل ونعيد التفكير أين نحن من هذه الخطوات المتسارعة من تجارب الأخرين؟
وإلى متى نظل نُلقِّن أبناءنا دروس الأمس، بينما العالم يعلّم أطفاله كيف يصنعون الغد؟ هل سنترك الروبوتات تُبرمج حياتنا؟ أم نُبرمج نحن مصيرنا بأيدينا ؟
في ظلّ الرعاية الكريمة والدعم السخي من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان– حفظهماالله وأيّدهما – يشهد التعليم في المملكة نهضةً شاملة على كل مستوياته، فماذا ننتظر نحن؟ هل ننتظر أن تُصبح الفرص الوظيفية مجرّد أحلام طواها الزمن؟
المعادلة لم تعُد فقط “معلّم وكتاب”، بل “ذكاء وفكر وابتكار” “والفصول لم تعُد تُبنى بجدران، بل تُبنى بالأفكار .”
هل أنتم مستعدون لغرس الذكاء الاصطناعي لا كمادة دراسية… بل كطريقة تفكير؟
أن نزرع في عقول الطلاب السؤال قبل الجواب، والفضول قبل المعلومة؟
المملكة العربية السعودية لا تنتظر….
هي تُضيء الطريق، تمشي بخطى واثقة، وتُعلن بكل ثقة : (نحن لا نُعلّم أبناءنا كيف يعيشون في الحاضر، بل كيف يقودون المستقبل؟ : ”
فلتكن مدارسنا مصانع عقول، لا قوالب تكرار .
ولتكن دروسنا شرارات إلهام، لا صفحات حفظ .
فيا تعليمنا السعودي ..
هل أنتم مستعدون؟
لتحويل الفصل إلى فضاء؟
والطالب إلى مُبتكر؟
والمعلم إلى رائد معرفة ؟

• أستاذ العلاقات العامة والإعلام الرقمي
كلية الاتصال والإعلام جامعة الملك عبد العزيز

أ.د مبارك واصل الحازمي

• أستاذ العلاقات العامة والإعلام الرقمي • كلية الاتصال والإعلام - جامعة الملك عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى