
دخل الحارس الدولي المغربي ياسين بونو تاريخ نادي الهلال، ولكن من زاوية غير تقليدية، بعدما أصبح أول حارس مرمى في تاريخ “الزعيم” يستقبل 37 هدفًا في موسم واحد من دوري روشن للمحترفين. هذا الرقم القياسي السلبي جاء بعد أن اهتزت شباكه بثلاثة أهداف خلال مباراة الجولة الثلاثين، أمام الرائد، والتي انتهت بفوز الهلال (5-3)، على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية ببريدة.
ويُعد هذا اللقاء هو الثالث هذا الموسم الذي يتلقى فيه بونو عددًا كبيرًا من الأهداف، في مؤشر واضح على تراجع مستواه مقارنة ببدايته القوية مع الفريق. ورغم تحقيق الهلال للقب الدوري، إلا أن الانتقادات الجماهيرية تجاه بونو تزايدت، خاصة مع تكرار اهتزاز شباكه في مباريات حاسمة.
– تراجع ملحوظ في الأداء مع الهلال
شهد موسم ياسين بونو الحالي مع الهلال تراجعًا لافتًا في الأداء، حيث استقبلت شباكه 37 هدفًا في دوري روشن للمحترفين، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ حراس النادي. وعلى الرغم من تحقيقه معدل تصدٍ مرتفع بلغ 8.8 تصديًا في كل مباراة، إلا أن هذا لم يمنع شباكه من الاهتزاز بشكل متكرر.
الحارس المغربي خرج بشباك نظيفة في 7 مباريات فقط، وهو رقم يُعد متواضعًا بالنسبة لحجم التطلعات في الهلال. وزاد من حدة الانتقادات الجماهيرية تعرض الفريق لثلاث مباريات على الأقل استقبل خلالها عددًا كبيرًا من الأهداف، كان أبرزها الهزيمة أمام الرائد بنتيجة (5-3)، في ختام الدوري.
الانتقادات لم تتركز فقط على بونو، بل طالت أيضًا المنظومة الدفاعية ككل، إلا أن مركز الحراسة دائمًا ما يكون في واجهة المسؤولية، خاصة عندما تكون الأرقام سلبية وتتعلق بحارس دولي كبير قادم من الدوري الإسباني.
– المقارنة مع التجارب السابقة
عند مقارنة أداء بونو في الهلال مع تجاربه السابقة في أوروبا، تظهر صورة أكثر شمولاً. مع الهلال، خاض 83 مباراة واستقبل 75 هدفًا وخرج بشباك نظيفة في 32 مناسبة، أي بمعدل 0.9 هدف في كل مباراة.
أما مع نادي إشبيلية الإسباني، فقد شارك في 142 مباراة واستقبل 141 هدفًا وحقق 58 مباراة بشباك نظيفة، بمعدل 0.99 هدف في المباراة، ولكن هنا يجب وضع في الاعتبار مدى قوة المنافسين في الليجا مقارنة بدوري روشن.
أما في تجربته مع جيرونا، كان المعدل السلبي هو الأعلى، حيث تلقى 115 هدفًا في 84 مباراة، بمعدل 1.37 هدف لكل لقاء، وحقق 25 مباراة بشباك نظيفة، ولكن هذه الإحصائية قد تكون ظالمة للحارس المغربي خصوصًا أن فريق جيرونا من الأندية الضعيفة في الدوري الإسباني والتي تواجه في الأغلب منافسين أقوى سواء على المستوى الجماعي أو الاقتصادي.
ورغم أن أرقامه مع الهلال تبدو أفضل نسبيًا من تجربته مع جيرونا، إلا أن الضغوط الجماهيرية والإعلامية في السعودية تجعل من تقييمه أكثر حدة، خاصة عندما تكون التطلعات محصورة في المنافسة على الألقاب وتحقيق الاستقرار الدفاعي.
– القلق على مستقبل بونو مع منتخب المغرب
امتد تأثير تراجع مستوى بونو مع الهلال إلى سمعته الدولية، حيث بدأت الأصوات تتصاعد داخل الأوساط المغربية حول مدى جاهزيته لحراسة مرمى المنتخب في الفترة القادمة. المنتخب المغربي يواجه استحقاقات هامة على الصعيد القاري والدولي، أبرزها تصفيات كأس العالم 2026 وكأس الأمم الإفريقية القادمة.
ومع وجود عدد من الحراس الشباب المتألقين في الدوريات الأوروبية والعربية، لم يعد مركز بونو محصنًا كما كان سابقًا. الأداء المتذبذب في الدوري السعودي قد يدفع الجهاز الفني لـ”أسود الأطلس” إلى إعادة التفكير في ترتيب الأولويات داخل مركز الحراسة.