المقالات

من الدبلوماسية إلى الذكاء الاصطناعي.. السعودية تكتب فصل المستقبل

لم تعد الرياض مجرّد عاصمة سياسية، بل أصبحت مركزًا عالميًا يعاد فيه رسم ملامح المستقبل. فقد شهدت مؤخرًا قمتين بارزتين: السعودية–الأمريكية والخليجية–الأمريكية، تزامنتا مع تحوّل لافت في الموقف الدولي تجاه الملف السوري، في سياق زيارة تاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي اختار المملكة كأول محطة خارجية له.
هذا الحضور السياسي لم يكن مجرد دبلوماسية، بل تأكيد على أن المملكة أصبحت لاعبًا عالميًا في صياغة التوازنات الدولية، بفضل رؤيتها الواضحة، ومكانتها الجيوسياسية المتصاعدة، ودورها الفاعل في بناء مستقبل يسوده الأمن والتنمية.
وإيمانًا منها بأن السلام المستدام لا يتحقق إلا عبر التنمية الشاملة، تقود المملكة اليوم ثورة اقتصادية رقمية عابرة للحدود، تُعيد تعريف دور الدولة في عالم ما بعد الثورة الصناعية الرابعة. ولعل من أبرز ملامح هذا التوجه الطموح، إعلان تأسيس شركة “هيوماين – Humane” المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية، بدعم مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
ليست “هيوماين” مجرد شركة ناشئة، بل حجر أساس في بناء منظومة تقنية وطنية تسعى إلى تحقيق تكامل فريد بين الإنسان والتقنية، وإعادة تصميم مستقبل الاقتصاد السعودي من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في بناء نموذج تنموي مستدام وقادر على المنافسة العالمية. وهي، في الوقت ذاته، منصة واعدة تتيح لشباب الوطن فضاءات واسعة للإبداع، والابتكار، وريادة الأعمال في مجالات التقنية المتقدمة. شكرًا لك – من القلب – أميرنا الغالي، شكرًا على ما تحقق من مبادرات ومشروعات عظيمة، تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وترفع من مكانة المملكة بين الأمم. لقد وعدتنا بشرق أوسط جديد، وها هو يولد من الرياض… عاصمة التوازن، ومحرّك المستقبل.

أ.د. عوض بن خزيم الأسمري

رئيس جامعة شقراء، عضو مجلس الشورى السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى