في كل موسم حج، حيث تفيض الأرواح شوقًا، وتلتقي القلوب على صعيد الطهر، تتجلّى ملامح البطولة في أسمى صورها، متمثلة في رجال الأمن السعوديين الذين ينسجون من الحزم حنانًا، ومن النظام سكينة، ومن الواجب رسالةً تتخطى حدود الزمان والمكان.
هؤلاء الرجال لا يكتفون بارتداء الزي الرسمي، بل يتسربلون بثوب الوفاء، ويتوشحون راية التضحية. لا تلهيهم مشقة، ولا يثنيهم تعب، يظلون ساهرين لأجل أن ينام الحجيج مطمئنين، ويواصلون السير في دروب الطهر ليهيئوا طريق الأمن والإيمان لكل قادم إلى بيت الله الحرام.
في ملامحهم إشراقة الصبر، وفي أعينهم بريق النية الطيبة. يفيضون إنسانية في لحظات الزحام، ويمارسون الرحمة بصرامة العدل. إنهم ليسوا مجرد عناصر أمن، بل هم رواة الحكاية النقية، وحرّاس اللحظة المقدسة، وجنود الرحمة حين تتجسد في هيئة بشر.
قال الله تعالى:
﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ﴾
فهم بتعظيمهم لشعيرة الحج، وقيامهم على خدمة الحجاج، يجسدون تقوىً عميقة، ومقامًا شريفًا من مقامات الإيمان العملي.
وقال رسول الله ﷺ:
«خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ»
وهل من نفعٍ أعظم من السهر على أمن الملايين، وخدمة قاصدي البيت العتيق في أعظم أيام الله؟
وصدق الشاعر حين قال:
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ ***
فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ
وهؤلاء الرجال غامروا بأرواحهم في سبيل شرفٍ لا يُدرك إلا بالهمة والإخلاص والنية الصافية.
هم هناك نيابةً عن كل مواطن شريف، وكل مسلم تاقت روحه لزيارة البيت العتيق. يحملون رسالة وطن، ويعكسون وجه المملكة الحقيقي: وجه العطاء، والإنسانية، والمسؤولية.
يا جنود الله في الحج، يا من تروون ظمأ الخائفين بالأمان، وتزرعون في قلوب الحجاج بذور الاطمئنان… أنتم أكثر من مجرد حراس، أنتم سُوَّار الحرمين، ورُسُلُ الطمأنينة، وفرسان الميدان الذين كتبوا بمواقفهم ملاحم لا تُنسى.
فلله دركم من رجال…
في كل موسم، تكتبون بعرقكم ملحمة من نور، وتثبتون أن الوطن لا يُحمى فقط بالسلاح والنظام، بل يُصان بالأخلاق، والإخلاص، والهمة التي تعانق السماء.

1
كلمات ثرية من طيب نية بروف عايض الزهراني
ورجال الأمن يستحقون وفيهم كل صفة ذكرتها وأكثر ويستحقون الكثير ولكن لا أجد أعظم من أن يحتسب جهدك وجهدهم عند الله عز وجل ويدعم كل الجهود تلك سيدي صاحب السمو الملكي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الشاب النشيط الأمير محمد بن سلمان.
حفظ الله هذا البلد حكومة وشعب ووطن.