رغم الفوائد العظيمة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي بشكل مستمر لخدمة مختلف مجالات الحياة، لتوفير الوقت والجهد والمال. إلا إن له مخاطر كثيرة على مستقبل البشرية. وقد اطلعت على كلام مخيف بما أعلنه باحث الذكاء الاصطناعي الشهير تاماي بيسر ولو عن إطلاق شركته “ميكنايز” عبر منشور له على منصة “إكس” حيث أشار إلى أن هدف شركته هو الأتمتة الكاملة لجميع الاعمال، والاتمتة الكاملة للاقتصاد، حيث تسعى شركته الناشئة إلى توفير البيانات والتقييمات والبيئات الرقمية اللازمة لتمكين أتمتة أي وظيفة. وأشار بيسرولو إلى أن العمال في الولايات المتحدة يتقاضون نحو 18 تريليون دولار سنويا، وبالنسبة للعالم بأسره فالرقم أكبر 3 مرات، أي نحو 60 تريليون دولار سنويا، وتركيز شركته ينصب على الأعمال المكتبية بدلا من وظائف العمل اليدوي التي تتطلب استخدام الروبوتات بدلا عن ذلك.
بالاضافة إلى ما أعلنه بيل غيتس بإعلانه عن ثورة الذكاء الاصطناعي بأن هناك عدة مهن ستنقرض بحلول عام 2035 وهي:1- المجال الطبي: حيث سيقوم الذكاء الاصطناعي بتشخيص الأمراض بدقة 94% مقابل 88% للأطباء البشريين، كما يعمل الذكاء الاصطناعي على تقليص وقت الفحوصات بنسبة 50%، وهناك نحو 86 ألف وظيفة طبية مهددة في أمريكا وحدها. 2- المعلمون التقليديون: حيث حسنت منصة خان ميجو مدعومة بـ (ChatGPT) نتائج الطلاب بـ 30%، مدارس بريطانيا بدأت تدريس الرياضيات بالذكاء الاصطناعي. 3- عمال المصانع والمستودعات: روبوتات NVIDIA البشرية ستحل محل الكوادر البشرية 70% من هذه الوظائف، أمازون تستخدم حالياً أكثر من 200 ألف روبوت في مستودعاتها. وأن هناك 3 مهن “منيعة” ضد الذكاء الاصطناعي: 1- مهندسو البرمجيات (الملوك الجدد)، الذكاء الاصطناعي يكتب الكود لكنه لا يصلح الأخطاء، ورواتب تصل إلى 50 ألف دولار شهريا للمتميزين. 2- خبراء الطاقة الخضراء: الطلب عليهم سيرتفع بـ 400% مع التحول العالمي للطاقة النظيفة، رواتب تبدأ من 25 ألف دولار شهرياً. 3- علماء الأحياء والكيمياء: الذكاء الاصطناعي لا يملك الحدس العلمي ولا الإبداع الفكري، و اكتشاف دواء جديد ما زال يعتمد على العقل البشري.
ومع ما يشهده الذكاء الاصطناعي من تطورات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، في تأثيره على معظم مجالات الحياة، ويعمل على تحسين حياة الإنسان، فإنه يحمل في طياته مخاطر جدية قد تهدد مستقبل البشرية إذا لم يتم إدارتها بحذر. التغيير في سوق العمل وانتشار البطالة باستبدال الوظائف البشرية بالأنظمة الذكية. تهديد الأمن السبراني والاسلحة الذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي في هجمات إلكترونية معقدة يصعب تتبعها مما يهدد الأمن القومي والعالمي. نشر المعلومات المضللة والتلاعب والتضليل للرأي العام. ومكمن الخطر بتطوير ذكاء اصطناعي يتفوق على البشر في جميع القدرات، وتزايد اعتماد البشر المتزايد على الذكاء الاصطناعي مما قد يؤدي لتدهور القدرات العقلية والمهارات. وانتشار العزلة الاجتماعية، بالاعتماد على روبوتات للرعاية والتواصل، والاستخدامات العسكرية الخطيرة عبر الروبوتات القاتلة حيث يمكنها اتخاذ قرارات بالقتل دون تدخل بشري، واستخدام الذكاء الاصطناعي في سباق التسلح التكنولوجي لسعي الدول إلى تطوير أسلحة ذكية، مما يعزز التوتر الجيوسياسي يشبه التسلح النووي. وذلك سيؤدي تهديد القيم الإنسانية لاختلال النظام الأخلاقي، هذا بالاضافة استخدام الذكاء الاصطناعي في فبركة الصور وتزوير المقاطع المصورة، واصدار فتاوي خاطئة للعلماء بتقليد أصواتهم بخلاف ما يعتاد قوله منهم.
• عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى
مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية