المقالات

وادي حديد يستغيث.. (45) عامًا من المعاناة بانتظار طريقٍ معبّد

من ديار بني مالك بجيلة، سراة الحجاز، ومن صوت بين “الضُّبَّاب” في وادي حديد، بين لهيب المعاناة وصمت الجهات. في قرى وادي حديد، تختبئ لوحةٌ طبيعية آسرة، تزدان بجمالٍ زراعيٍّ فطريٍّ وتاريخٍ عريق، غير أن هذا الجمال الخلّاب بات مهددًا بالنسيان، وأهله مضطرين إلى مغادرة ديارهم، لا بحثًا عن فرص عمل، ولا هربًا من قسوة الطبيعة، بل فرارًا من وعورة طريق لم تُعبَّد منذ أكثر من خمسةٍ وأربعين عامًا.

بالأمس القريب، اندلعت حرائق مؤسفة في وادي حديد، زادت من معاناة سكانه، وألقت بظلالها الثقيلة على قلوب الأهالي. وبسبب التضاريس الصعبة، وانعدام الطرق المعبّدة، تعذّر وصول فرق الدفاع المدني إلى مواقع الحريق الرئيسية، ما دفع شباب المنطقة والفرق التطوعية من المناطق المجاورة إلى تشكيل فريق تطوعي، بذل كل ما في وسعه لمحاولة إخماد النيران، مقدمين أرواحهم وجهودهم لكيلا تصل النيران إلى المزارع والمنازل، في موقف بطولي يستحق الثناء والتقدير.
ورغم المحاولات والجهود المستمرة، ما تزال النيران مشتعلة إلى هذه اللحظة، في انتظار وصول فرق الإطفاء وطائرات الرش، لكيلا يتفاقم الأمر.

ورغم المناشدات المتكررة التي رفعها أهالي وادي حديد على مدى أربعة عقود ونصف، ورغم الوعود التي تلقوها عبر السنين، لا تزال الطرق المؤدية إلى قراهم حبيسة الأحلام، مما أدى إلى نزوح العديد من السكان وتركهم منازلهم قسرًا، في مشهد مؤلم يُجسّد غياب أحد أبسط مقومات الحياة الكريمة.

هذه المنطقة ليست مجرد قرى نائية، بل هي أرض زراعية خصبة ذات طبيعة ساحرة، تمثل ثروة وطنية يمكن استثمارها في مجالات متعددة، كالسياحة الريفية، والزراعة المستدامة، إذا ما حظيت بالحد الأدنى من الاهتمام في البنية التحتية.

نحن أهالي وادي حديد، ومن منطلق الولاء والانتماء، نرفع هذا النداء إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإلى سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -رعاهما الله-، وإلى سمو محافظ محافظة الطائف، صاحب السمو الملكي الأمير نهار بن سعود، مؤملين أن يحظى وادي حديد بما يستحق من اهتمام وتوجيه كريم، يُسهم في تعبيد الطريق المؤدية إلى جميع القرى، وتمكين الجهات المعنية من تقديم الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الدفاع المدني، والخدمات الصحية الطارئة كالإسعاف -لا قدّر الله.

إن ما نرجوه لا يتعدى أبسط حقوق المواطن في وطن العطاء، في ظل قيادة وضعت رفاهية الإنسان وكرامته أول الأولويات.

وختامًا، فإننا على يقين بأن صوتنا سيصل إلى قلوبٍ لا تغفل عن مواطنيها، ولا تتأخر في تلبية نداء المحتاج.

والله وليّ التوفيق..

‫2 تعليقات

  1. إلى متى يستمر هذا التغافل؟
    نوجّه نداءنا إلى إدارة الطرق بمنطقة مكة المكرمة وأمانة محافظة الطائف، وبلدية القريع بني مالك، بشأن الوضع المتردي لعدد من الطرق المؤدية إلى قرى بني مالك بجيلة الحجاز التي ما تزال حتى اليوم بلا سفلتة ولا إنارة، رغم النداءات المتكررة من الأهالي.

  2. بارك الله فيك د سامي
    لعل مقالك هذا يجد صدى لدى وزارة النقل علماً ان طلب السفلته سبق وان تم الرفع عنه واحيل لوزارة النقل بمنطقة مكه المكرمه لدى المهندس عبد المنعم برقم 4476/1441 في 1441/1/18
    وعليه نرجوا في امر كريم من امير منطقة مكه المكرمه ان يكون له الاولويه وتتم السفلته وانهاء هذه المعاناه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى