المقالات

ملتقى إعلام الحج… من الحرم إلى العالم

من يتأمل فكرة ملتقى إعلام الحج، يكتشف أنها ليست مجرد فعالية موسمية، بل رؤية إعلامية متكاملة تجسّد عمق التفكير الاستراتيجي في توظيف الإعلام كأداة فاعلة لخدمة ضيوف الرحمن، وتقديم صورة مشرقة عن المملكة للعالم.
الفكرة بحد ذاتها تحمل بُعدًا حضاريًا وإنسانيًا، والاسم المختار لها «من الحرم إلى العالم» يعكس عبقرية رمزية تتجاوز التغطية إلى التمكين، والتأثير، والتعارف المهني بين الإعلاميين المحليين والدوليين.

هذا الملتقى، الذي تدشنه وزارة الإعلام اليوم الإثنين 6 ذو الحجة 1446هـ، في مركز غرفة مكة المكرمة للمعارض والفعاليات، لا يُعد مجرد مظهر تنظيمي متطور، بل هو منصة إعلامية عالمية بامتياز، تؤسس لمرحلة جديدة من العمل الإعلامي في مواسم الحج، تقوم على الاحترافية، والتقنية، والتنسيق بين القطاعات، في مشهدٍ يليق بعظمة المناسبة، ويُبرز ريادة المملكة في تقديم الحج كصورة من صور الكفاءة الإدارية والإنسانية.

ما يميز الملتقى هذا العام، هو زيارة سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف إلى مقر الملتقى قبيل انطلاقه، في إشارة عميقة إلى مستوى التكامل والتنسيق بين القطاعات المعنية، وخاصة الأمنية والإعلامية، واستعداد المملكة لتقديم موسم حج استثنائي في كل تفاصيله.

كما لا يمكن إغفال الدعم الكبير الذي يحظى به قطاع الإعلام من معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، والذي عبّر بكلمات تختصر كل شيء حين قال عن الملتقى:
“إعلام موحّد للموسم الأكبر…”

ويُعرف معاليه بإيمانه بأهمية الأرقام في صناعة التأثير الإعلامي، وقد استعرض في حسابه الرسمي أبرز المؤشرات التي تؤكد جاهزية الملتقى، وحجمه المتنامي عالميًا.

بيئة ذكية… ورسالة موحّدة

تحت سقف واحد، اجتمع الإعلاميون في بيئة ذكية ومتكاملة، مزوّدة بأحدث الاستوديوهات، وقاعات الإحاطة الإعلامية، والمساحات التشاركية، ومعرض إبداعي يُبرز التحول الرقمي في خدمة الحجاج، إلى جانب فرق دعم فني ولوجستي تراعي تنوّع الجنسيات واحتياجات كل وسيلة إعلامية.

ويُعد هذا الملتقى شهادة حيّة على تطور الإعلام السعودي، وتحوله من دور تقليدي إلى أداة استراتيجية في إبراز جهود المملكة بالحج، وتقديم الدعم الفعلي للإعلاميين من داخل المملكة وخارجها، بما يعزز مكانة السعودية كقلب نابض للإعلام العربي والدولي في واحدة من أعظم المناسبات الإسلامية.

أرقام تؤكد الحضور والتأثير

وتؤكد الأرقام أن الملتقى بات منصة إعلامية عالمية بكل المقاييس:
• +5,000 إعلامي وزائر من مختلف دول العالم
• +150 وسيلة إعلامية محلية ودولية
• +15 جهة حكومية وخاصة تشارك في التنظيم والدعم

إن ملتقى إعلام الحج ليس مجرد منجز تقني أو لوجستي، بل هو رسالة حضارية راقية من المملكة إلى العالم، تؤكد أن الإعلام حين يُدار ببصيرة، ويتكئ على رؤية وطنية طموحة، يتحول من مجرد ناقل للحدث إلى صانع للمعنى، ومُجسد للمكانة، وبانٍ لجسور التواصل بين الشعوب.

كما أن هذا الملتقى يُجسّد بما لا يدع مجالًا للشك، نموذجًا حيًا على تطور الإعلام السعودي، وعلى دوره الحيوي في إبراز جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، وتمكين الإعلاميين محليًا ودوليًا من أداء رسالتهم باحترافية، وهو ما يجعل من ملتقى إعلام الحج منصة وطنية ذات بُعد دولي، تُجسّد رؤية 2030 في أبهى صورها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى