المقالات

الملكة “عفت”… رائدة التعليم النسائي السعودي!!

عُرفت “عفت” زوجة الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمهما الله- في الأوساط العامة والإعلامية بلقب “الملكة عفت”، بسبب مكانتها الاجتماعية الرفيعة، فقد اتخذت مواقف تصب جميعها في صالح خدمة المرأة السعودية؛ وكانت تفضل العمل بصمت بدون ظهور إعلامي كبير، على الرغم من تأثيرها العميق داخل المجتمع السعودي في تلك الفترة.
تُعتبر الملكة “عفت” رائدة التعليم النسائي في المملكة العربية السعودية، فقد كان لها مساهمات كبيرة ورائدة في مجال تعليم البنات في المملكة؛ هي من قامت بتأسيس أول مدرسة للبنات في السعودية، باسم “دار الحنان” في مدينة جدة، وكان ذلك في عام 1955م.
في بداية إنشائها كانت مدرسة غير رسمية، ولاقت الفكرة معارضة كبيرة في تلك الفترة، لكن دعم الملك فيصل -رحمه الله- للفكرة، إضافةً إلى الشخصية القوية التي كانت تحملها الملكة “عفت”، ساعداها في تكملة المسيرة بنجاح، فقد قامت بإدخال الأنشطة اللاصفية إلى جانب البرامج التعليمية، وبذلك تُعتبر مدرسة “دار الحنان” أول مدارس البنات السعودية في تقديم الأنشطة الثقافية والإعلامية والتربية البدنية والرياضة للبنات.
كما قامت الملكة “عفت” بتشجيع ودعم ومساندة النساء في دراسة العديد من التخصصات النوعية مثل الطب والتمريض والإدارة، كما شجعت بناتها على التعليم والسفر للخارج، الأمر الذي كان نادرًا جدًا في تلك الفترة الزمنية، وبذلك تركت إرثًا طويلًا من المبادرات الإنسانية والتعليمية والخيرية.
تخرج من مدرسة “دار الحنان” على مدار عقود الكثير من القيادات النسائية السعودية التي ساهمت في تقدم المملكة خطوات إلى الأمام.
توفيت الملكة “عفت” -رحمها الله- يوم الخميس 11 ذو القعدة 1420هـ الموافق 15 فبراير 2000م، عن عمر ناهز 84 عامًا.
بعد وفاتها، تم إنشاء جامعة باسم الملكة “عفت” في مدينة جدة عام 2001م، من قبل أبنائها، وتُعتبر أول جامعة أهلية للبنات أُنشئت في المملكة، بها الكثير من التخصصات النوعية مثل الهندسة وإدارة الأعمال وغيرها من التخصصات التي يحتاجها سوق العمل السعودي.
رحم الله الملكة “عفت” وزوجها الملك فيصل بن عبد العزيز رحمة واسعة، وأدخلهما فسيح جناته.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى