في نقاش أثار موجة واسعة من الجدل على منصة “X”، انتقد الشاعر فهد الشهيب ما وصفه بـ”الفجور في الخصومة” في تغريدة الكابتن عبدالله صالح الغامدي التي هاجم فيها الكاتبة سمر المقرن، معتبرًا ما صدر عنه تجاوزًا للأدب والموضوعية، وتناقضًا فادحًا بين مطلع حديثه وخاتمته.
وقال الشهيب في رده: “السلام عليكم، كأني بك يا عبدالله وقد فجّرت في الخصومة، وهذا لعمري ليس من أخلاق الفرسان. هب أنك أوجعتها، فهلا تراك منتصرًا وقد أوجعت امرأة؟ هل تشعر بالفخر حين تضرب امرأة بكلمات جارحة؟”.
وأضاف: “الغريب أنك بدأت كلامك بقولك (ماما)، واضعًا الأخت سمر في مقام والدتك، ثم انهلت عليها بكلام لا يمت للموضوع بصلة لا من قريب ولا بعيد”. وتابع الشهيب قائلًا: “سمر المقرن تحدّثت عن إنجازات المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو ما يدعونا للفخر لا للسخرية، فالمرأة السعودية بزّت قريناتها العربيات في الفكر والعلم والابتكار، وهذا منجز وطني لا يُستهان به”.
وفي انتقاد لاذع لتحويل النقاش إلى مواضيع سطحية، قال الشهيب: “هل من الشهامة أن يتحول محور الحديث إلى البوتكس والجينز؟! هذه سفاسف لا تليق بمن يحمل اسم الرجل العربي الأصيل. المرأة قد تخطئ، كما يخطئ الرجل، ولكن لا يكون الرد بتجريدها من إنسانيتها ومكانتها”.
ودعّم الشهيب حديثه بأبيات شعرية، قائلاً:
إن الكريم إذا تمكن من أذى
جاءته أخلاق الكرام فأقلعا
كما استشهد بقول الشاعر أحمد الردعان:
ودك إذا خاصمت خاصمت رجال
يعرف مفاهيم الشرف والخصومة
يموت ما ياقف مواقيف الأنذال
عن ساقط الهرجة ترده سلومه
وختم الشهيب رده بنبرة حازمة: “حنا – وأنا أخوك – عرب، عندنا أخلاق تمنعنا من النزول بأنفسنا إلى سفاسف الأمور والقدح في أعراض الناس. وأذكرك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا… وإذا خاصم فجر. وأنا أناشدك أن تحذف ما كتبت، وأن تستغفر الله، وتتذكّر أن لك أمًا وأخوات وبنات، كما لنا، فحفظ الله نساء المسلمين من كل مكروه”.
وكان عبدالله الغامدي قد نشر تغريدة مطوّلة هاجم فيها الكاتبة سمر المقرن، مستخدمًا عبارات وصفت بـ”المسيئة”، الأمر الذي استدعى تدخل الشهيب وعدد من المثقفين والمغردين الذين رأوا في الرد إسفافًا لا يليق بالحوار العام ولا بمكانة المرأة في المجتمع السعودي.
يُذكر أن الكاتبة سمر المقرن كانت قد ظهرت في مقطع مرئي تحدثت فيه عن أسباب عزوف الشباب عن الزواج، منتقدة التركيز المفرط على مسؤولية المرأة وحدها، ورأت أن العنوسة قضية يتحملها الطرفان، الرجل والمرأة، وأن الحلول لا بد أن تكون شاملة وعادلة للطرفين
