المقالات

الصحيفة التي لا تغيب عنها الشمس!

تلعب وسائل الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام والتأثير على المجتمعات، ولهذا فإن أخلاقيات الإعلام تُعد من الركائز الأساسية التي يجب أن تُراعى عند ممارسة العمل الإعلامي، فالإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار أو الترفيه، بل هو أداة ذات تأثير واسع، ويجب أن تُستخدم بمسؤولية ووعي وإدراك.
وتشير أخلاقيات الإعلام إلى مجموعة المبادئ والقيم التي تحكم سلوك العاملين في المجال الإعلامي، مثل الصدق، والدقة، والحياد، واحترام الخصوصية، وتجنّب التحريض أو نشر الكراهية، وهي تُشكل إطارًا يُرشد الإعلاميين في أداء مهامهم، ويضمن التزامهم بمعايير مهنية تحترم المتلقي وتخدم المصلحة العامة.
ولا شك أن أهمية الأخلاقيات الإعلامية تنبع من قدرة الإعلام على التأثير في الوعي الجمعي، فالمحتوى الإعلامي قد يسهم في بناء المجتمعات أو في تفككها، بحسب الطريقة التي يُقدَّم بها، وعندما يُمارس الإعلام بمسؤولية يصبح أداة لنشر الوعي، وتعزيز القيم، ومحاربة الشائعات والمعلومات المضللة.
ومن خلال ما سبق فقد أدرك فريق العمل (بصحيفة مكة الإلكترونية) برئاسة الأستاذ عبدالله الزهراني تلك المسؤولية، وحجم الرسالة، كون هذه الصحيفة تشع بنورها، وتنطلق برسالتها إلى أنحاء العالم من مهبط الوحي، ومنطلق الرسالة، وقبلة الإسلام من مكة المكرمة، وتمثل صوت الوطن في كافة المناسبات الدينية والوطنية في ظل قيادتنا الرشيدة، ومن هنا كانت المسؤولية كبيرة، والرسالة عظيمة، وليس هناك خيار غير التميز والمصداقية والحيادية، فتم استقطاب العديد من الرموز الفكرية والثقافية والأدبية والاجتماعية من الداخل والخارج لطرح رؤاهم وأفكارهم وإبداعاتهم في كافة المجالات لتنطلق رسائلهم في الأفق وهي تحمل رسائل الخير والسلام لكافة الشعوب والأوطان.
في عصر السرعة والرقمنة، حيث يواجه الإعلام تحديات كبيرة، أبرزها الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل الالتزام بالأخلاقيات أكثر صعوبة، كما أن المنافسة بين وسائل الإعلام من أجل تحقيق نسب مشاهدة عالية قد تؤدي إلى التضحية بالمصداقية والدقة في سبيل الإثارة أو السبق الصحفي، ولكن صحيفة مكة الإلكترونية تتفرد بخصوصية عن غيرها، حيث ينظر لها كافة الشعوب بأنها الصحيفة التي تحمل بين طياتها كل القيم والمعاني السامية التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وبما يحترم عقل المتلقي، ويخدم الحقيقة، ويسعى لبناء مجتمعات قائمة على الوعي والمعرفة لا على التضليل والإثارة.
لذا فإن تعزيز هذه الأخلاقيات مسؤولية مشتركة تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية، والعاملين فيها، وكذلك الجمهور في كل مكان، وفريق العمل بصحيفة مكة الإلكترونية خير من يحقق تلك الأهداف النبيلة والمعاني السامية.

د. فايز الأحمري

كاتب صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى