من أهداف مشروع تطوير كرة القدم السعودية استقطاب نجوم العالم من الفئة A، وقد تم استقطاب البرتغالي كريستيانو رونالدو للنصر، والفرنسي كريم بنزيما للاتحاد، والبرازيلي نيمار للهلال، وبقية النجوم موزعين على الأندية الأخرى.
كريستيانو عمل نقلة نوعية وشعبية دولية للنصر، وشاهدنا هذا من خلال مشاركة “العالمي” في البطولة الآسيوية، وكيف تهافتت الجماهير في القارة الصفراء على استقبال بعثة النصر. كما شاهدنا نجوم العالم يتناقلون مقاطع فيديو لـ”الدون” وهو يرتدي قميص النصر. وهنا نجح الإعلام النصراوي في تعزيز وجود كريستيانو ضمن قائمة الفريق الأول، رغم غياب الفريق عن منصات البطولات المحلية.
في الجانب الآخر، كرّس إعلام الهلال لرحيل نيمار من الفريق، رغم قيمته الفنية العالية وسعره السوقي الكبير. والدعاية التي كسبها الهلال، وكانت جماهير كرة القدم تترقب ظهوره في كأس العالم للأندية، مما كان سيزيد من شعبية الهلال في النسخة الأولى من البطولة في ثوبها الجديد المشابه لكأس العالم للمنتخبات.
ما دعاني لكتابة هذا المقال هو الحضور الجماهيري الكبير لريال مدريد في مباراته الافتتاحية مع الهلال أمس في ميامي، والتي كشفت حجم الجماهيرية بين الفريقين، والذين بكل تأكيد حضروا لمشاهدة نجوم الريال من كل مكان، مقابل حضور لا يُذكر لجماهير الهلال من الجمهور المحلي!
والسؤال الذي يطرح نفسه:
ماذا لو لعب نيمار مع الهلال في بطولة كأس العالم للأندية؟
كم من الإضافات كان سيضيفها اللاعب للزعيم؟
كم من الجماهير كانت ستحضر لتشجيع الفريق في ميامي، لا سيما وأن البطولة تقام في أمريكا القريبة من بلاد السامبا؟
ختامًا:
يلعب الإعلام دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي المجتمعي والجماهيري، خاصة في كرة القدم. والمشاريع الكبيرة تحتاج لإعلام وطني واعٍ يساهم في إنجاح المشاريع الكبرى. فالنظرة الإعلامية القاصرة تهدم المشاريع وتُفرّط في المكتسبات.
التفريط في لاعب بحجم نيمار وعدم وجوده في بطولة كأس العالم خطأ استراتيجي من إدارة الهلال، وقبل ذلك من صندوق الاستثمارات، ومن الإعلام الهلالي الذي كان عليه مسؤولية في الاحتفاظ باللاعب. ولا يساورني الشك بأن عشاق الهلال عضّوا أصابع الندم بعد مشاهدة مستواه في الدوري البرازيلي.
الإعلام الأزرق ساهم في خسارة الفريق لنجم بحجم نيمار حتى ولو من الجانب التسويقي. غادر نيمار الهلال ولم يحقق الفريق أي بطولة، وخرج خالي الوفاض… لا دوري، ولا كأس، ولا نيمار في كأس العالم