معظمنا سمع بقصة العالم أبو حنيفة عندما دخل عليه رجل مهيب في طلته وهندامه وكان أبو حنيفة مادّاً قدميه فخجل وتربع، فبادر الرجل أبا حنيفة سائلاً متى يفطر الصائم؟ قال أبو حنيفة: إذا غربت الشمس فقال الرجل وإذا لم تغرب الشمس ! قال: أبو حنيفة “آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه”، فقد علم أن هذا الرجل لا يرتجي منه علماً ولا نفعاً. وهذا المثل يبدو لي أيضاً ممكن أن يضرب عند كل خيبة أمل تواجهنا .فالسلحفاة التي لا يخلو يوماً من التندر ببطئها لا شك ستمد أرجلها عدة مرات ساخرة ممن يسخرون منها نتيجة ما ستحاط به من مواقف. تالية .
سأستعرض بعضها من ما مر علي أصحابها. يقول. زيد من الناس. عندي محطة بنزين تعبت في إنشائها جهداً ومالاً وفرحت عندما أكتملت واقترحت علي نفسي أن أسميها محطة عروس جده. وتفاهمت مع مستأجر يأخذها شيلة بيلة بدلاً من وجع الرأس مع عدة مستأجرين. وبشرت العيلة بقرب استلام القرنقش وقلت لهم من أول دفعة إن شاء الله بيكون لكل فرد من العيلة مبلغ أنغنغه به. المهم يا مستأجر متي تكتب الشيك قال لما تخرج رخصة النشاط. سألت وماهي رخصة النشاط هذه فأجابني هذا إجراء لابد منه لبدء العمل. قلت بسيطة بس هذه أبشر من عيوني أطلب وألبي لك. طيب أروح لمين وأقول يامين. قالوا لا يا عم خبرك قديم كلها أجراء بسيط وعن بعد في الجوال فقط. فرحت وقلت في نفسي أكيد قبضنا الكاش (وهذولا الناش ) ما بتقصر معنا . طيب والمراجعة مع اي وزارة ردوا يا راجل هذه شركة مكلفة والقصد من ذلك تسهيل المعاملات. وتبسيط الإجراءات وكدت من فرحي اطّير وبدأت في الإجراء مع الشركة المكلفة بإصدار التصاريح طبعاً قالوا هناك رسوم. رديت طبيعي يبشرون هذا حق مستحق وقدمت ومنذ أربع أشهر لأجل تأخذ الشركة الرسوم وتعطيني التصريح ولكن يبدو فلوسهم كثرت أو أنهم لا يبالون في انجاز صاحب العمل وقال زيد أحببت بعد أن تعبت ومحطتي كما البيت الوقف نصيتك مقتدياً بقول الامام الشافعي :
وَلا بُدَّ مِن شَكوى إِلى ذي مُروءَةٍ
يُواسيكَ أَو يُسليكَ أَو يَتَوَجَّعُ
◦ . وأسأل فهل ستصدر شركة (البطء حرفتي) التصريح وهل ستعوضنا خسارتنا نتيجة تأخير إصداره ولماذا لا يصدر التصريح مع رخصة البناء مرة واحدة. فقلت له يا صديقي أنا سأتوجع. وأشرت الي سلحفاة يعتني بها الأحفاد والتي بعد ما انتهي حديثه مدت أرجلها ساخرة. فقلت لصاحبي أرأيت فقال نعم. وفهمت ..قلت قبل ما تخرج عندي سؤال هل علقت اللوحة علي المحطة بإسم عروس جده. حتي يراها المختص. رد أية عروس . أنا رجعت سميتها الموكوس موكوس ولو علقوا في رقبته فانوس.
وزيد آخر من الناس قال لي عندي عمارة زغنونة تنقط علينا بعض القروش التي مفروض نسميها علفة وليست قروش. المهم بعض الشئ أفضل من لا شئ. وكنت مؤجر معظمها الي شركة تصنف بأنها جيدة وذات قدرة مالية طيبة وأستمر الحال الي أن قرروا الاخلاء وكان من ضمن العقد أن يصلحوا ويعيدوا بناء ليس ماأفسده الدهر ولكن ما قاموا بهدمه وتكييفه حسب مصلحتهم. وخلال ذلك يقدمون تعويضاً حتي ينحز البناء. وأكمل زيد حاولت معهم بكل الطرق الودية أن ينفذوا بل وتنازلت عن ربما اكثر من 50/100 من المفروض أن يدفعوه ولكن حتي لم يعودوا يردون علينا. فأضطررت الإستعانة بمحامٍ. وفعلا تم رفع القضية حسب الأصول الإجرائية. وكأني كالمستحير من الرمضاء بالنار. إجراءات مطولة وكل حالة تأخذ شهوراً. والذي تقام ضده الشكوي كأن لا يعنيه الأمر وهو سالم غانم من تبعات تملصه وخداعه المستمر في إتقان أساليب التهرب التي لا تخفي علي أدني مستوي من الفهم . والمتضرر سيبوس يد من له دور إذا حصل علي حقوقه بعد المرمطة. يكمل زيد اصبحت كألمستجير من الرمضاء بالنار فالدعوى لها اكثر من سبعة أشهر منذ إقامتها وحسب فهمي أنها قد يستغرق الحكم أشهراً أخري. أنا إنسان علي قد حالي وهذا التأخير من المقامة ضده الدعوي ومن الجهة التي تنظر فيها أضر بي فمن أين أصرف علي بيتي وهل سيحاسب علي تأخيره وكذلك الجهة التي تسببت في التأخير. وصمت صديقي وعلي وجهه علامات التعجب والألم . فحكيت له قصة راعي المحطة وقلت له صبراً يا زيد اما أنا فسأتوجع. وأشرت الي السلحفاة العفريتة عندما مدت أرجلها بعد ما انتهي من قصته فنظر الي وقال نعم رأيت وفهمت.
هناك عشرات الأمثلة وربما عدد لا حصر له من المتضررين من البطء الذي حتي السلاحف تتندر به ومدت أقدامها. فهل لهذا التأخير من آخر عسي ولعل.