
دون الإنجليزي كول بالمر اسمه بحروف من ذهب في سجل كرة القدم العالمية، بعدما قاد تشيلسي الإنجليزي للتتويج بلقب كأس العالم للأندية 2025، محققًا إنجازًا تاريخيًا ومؤكدًا علو كعبه بين كبار اللعبة، بعدما ظن البعض أنه مجرد لاعب هامشي في مشروع بيب جوارديولا في مانشستر سيتي.
نجم المباراة النهائية بلا منازع
في النهائي الكبير الذي أقيم في نيوجيرسي، لم يكتفِ كول بالمر بصناعة المجد بل شكله بقدميه، عندما سجل هدفين وصنع الثالث، ليقود البلوز لفوزٍ عريض على باريس سان جيرمان بثلاثية نظيفة. هدفاه جاءا ببرودة أعصاب مدهشة ودقة نادرة، ليؤكد أنه ليس مجرد موهبة صاعدة، بل نجم حاضر قادر على حسم كبرى المواعيد.
ما قدمه بالمر في تلك الأمسية لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة موسم متكامل من التألق في الدوري الإنجليزي والبطولات الأوروبية، حيث أثبت نفسه صانعًا للعب، هدّافًا، وقائدًا داخل أرض الملعب رغم صغر سنه.
من ظلال السيتي إلى أضواء ستامفورد بريدج
قبل أقل من عامين، لم يكن بالمر يحصل على فرصته الكاملة في مانشستر سيتي. فبين زحمة النجوم واختيارات جوارديولا التكتيكية، بقي اللاعب حبيس الدكة. وبرغم امتلاكه لمهارات فنية لافتة، فضّل المدرب الإسباني المضي قدمًا بلاعبين آخرين، ليقرر بالمر خوض تجربة جديدة في تشيلسي، في خطوة وُصفت حينها بالمغامرة.
لكن ما بدا مخاطرة، تحوّل إلى انتصار ساحق. فقد أثبت بالمر أنه أكثر من مجرد بديل سابق، بل نجم حقيقي قادر على قلب الموازين. وسرعان ما أصبح الركيزة الأساسية في تشكيل تشيلسي، وقائد المشروع الجديد للنادي اللندني.
أرقام تتحدث عن نفسها
خلال موسم ونصف فقط مع تشيلسي، حقق بالمر ما يعجز عنه كثيرون في مسيرة كاملة؛ أحرز أكثر من 20 هدفًا، وصنع قرابة 10 أهداف أخرى، وتُوّج بلقب دوري المؤتمر الأوروبي قبل أن يرفع كأس العالم للأندية. واختتم عامه الكروي بحصد جائزة “أفضل لاعب في البطولة”، ليُثبت أنه لم يكن بحاجة إلا لفرصة وثقة.
نضج فني وقيادة مبكرة
بعيدًا عن الأرقام، يلفت بالمر الأنظار بأسلوب لعبه الهادئ والذكي، وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح تحت الضغط. يلقبه المشجعون بـ”اللاعب الجليدي” بسبب برودته أمام المرمى، وهي صفة نادرة في لاعب شاب. لكنه، إلى جانب ذلك، يملك كاريزما قيادية بدأت تظهر في غرفة الملابس وعلى المستطيل الأخضر.
مستقبل مبهر ينتظر النجم الإنجليزي
كول بالمر لم يعد “اللاعب الذي استغنى عنه جوارديولا”، بل أصبح اليوم أحد أبرز نجوم الكرة الإنجليزية، وركيزة أساسية في مستقبل تشيلسي ومنتخب إنجلترا. نجاحه مع النادي اللندني قد يكون بداية لعصر جديد من النجومية، يتجاوز حدود إنجلترا ليبلغ العالمية بكل استحقاق.
إنه درس في الثقة، في الاستمرار، وفي عدم الاستسلام لحكم المدربين أو ضيق الفرص. كول بالمر اليوم، هو تجسيد حي لحكاية لاعب آمن بموهبته، ورفض البقاء في الظل، فكتب سطوره الخاصة في كتاب المجد.