كتب الأخ الدكتور عبد العزيز الصويغ في صحيفة مكة الإلكترونية عن الترفيه بخصوص ما رشح من جلسة الشورى، وأقتطف من المقال هذا الجزء:
“وقد أثار مجلس الشورى السعودي مؤخرًا، خلال مناقشة ميزانية هيئة الترفيه للعام الهجري 1445–1446هـ، تساؤلات مشروعة حول الأرقام المعلنة، حيث بلغت الاعتمادات أكثر من 1.67 مليار ريال، في حين لم تتجاوز الإيرادات 7 ملايين ريال فقط”، وقد أفاض أستاذنا الصويغ وفى وكفى فيما يخص الترفيه.
رأيي بالنسبة لميزانية الترفيه وما تحقق من دخل أنه ربما كان هناك خطأ غير مقصود من المصادر في الأرقام، أو استنتاجاتنا كمتلقين ينقصها بعض العناصر المعلوماتية حتى نتيقن من صحة ما جاء في بيان المجلس. فليس من المعقول أبدًا ولا يمكن أن تكون الإيرادات 7 ملايين؛ لأنه ربما حفل واحد أو اثنان يعطيان هذا المبلغ بالراحة، ناهيك عن الفعاليات في الرياض بالذات وباقي مدن المملكة، وهي فعاليات متعددة، منها المحلي والدولي.
وأتمنى على هيئة الترفيه أن توضح ذلك حتى تصحح المعلومة، هذا إذا كانت غير دقيقة كما توقعت. مع الشكر لها على ما تقدمه من ناتج جميل أسهم في نقل الكثير من الفعاليات المختلفة إلى المملكة.
وبإيجاز، فإن الترفيه ليس من أوائل أهدافه الربح المادي، مع أنه مطلوب كأحد عناصر العمل في المؤسسات المعنية. أما على المستوى الشخصي، عندما تريد أن ترفه عن عائلتك، فتلك ميزانية ليس من ورائها عائد ومكاسب مادية، بل مكاسبها نفسية وصحية ومعنوية وتجارب حياة تصب في ذاكرة الأبناء وتثري معلوماتهم. فمثلًا، عندما تسافر بهم إلى بلد ما، فأول خطوة تجهز ميزانية لهذه الرحلة، ثم تخطط لكل خطواتها. وكل ذلك لسعادة أسرتك، وأنت تعلم تمامًا أن هذه الميزانية من المستهلكات.
أما الجهة الرسمية المعنية بالترفيه، فهي بالإضافة إلى تلك العناصر، هناك أهداف عديدة أخرى لا مجال لذكرها الآن. ولا شك أن الهيئة تضع من ضمن أهدافها أن تحقق مدخولات جيدة تسهم في تعديل مصروفات الميزانية قدر الإمكان، دون تأثير على مستوى الترفيه والوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع. ويظل توفير معطيات الترفيه وتنوعها للمواطن هو هدفها الأول. وهيئة الترفيه كيان فتي لا يتجاوز عمره عقدًا من الزمن، وكتفعيل منتظم ربما له حوالي 7 سنوات، وبالذات عندما عُين معالي الأستاذ تركي آل الشيخ رئيسًا لها. وكل مؤسسة، خاصة أو عامة، لها ما لها وعليها ما عليها، وهناك مؤسسات أهدافها مادية بحتة ولم تحقق الأرباح، وهناك مؤسسات لها عشرات السنين ولا تزال تحبو في مسيرتها.
إن الترفيه هو عنصر هام من جملة معطيات النقلة النوعية لعصرنة الحياة في المملكة، وهو الذي كان من قبل عملة نادرة وصعبة، لا يحظى بها إلا من لديه القدرة المادية العالية، وخاصة إذا كان الهدف هو السفر إلى خارج المملكة، وبالذات إلى الدول الأوروبية، بعد أن تضاعفت أسعار السكن فيها بل وكل ما يحتاجه السائح إلى عدة أضعاف، ناهيك عن تذاكر السفر التي أصبح ارتفاع أسعارها يكاد يكون من عجائب الزمان.
الترفيه هو واجهة للسعادة، فلا تحمّلوه أكثر، فالسعادة لها أن تتدلل وأن يُبذل لها ما تستحق، فخراج ذلك هو لرفاهية المواطن.



