البلداني والمؤرخ الشهير ” إبن خريم ” : الدلالة الاسمية والمكانية تعريف وتكييف حسب ورودها وتموضعها في السياق.
*الاسم الأول (مرّان): مران الأمير والموضع الشهير(1).
شيخ على شيخ مُورَّث شيخة ما هو من اللي شيخته يعتارها، وهذه القصيدة في جده الثاني من أمه وابن عم جده من الصلب، أي في الشيخ مترك بن معدي بن قويد المعروف بوديكان؛ سمي بذلك لأنه يصب السمن على أسنمة الإبل في السنين الشهب يوم الكرم يُفعل في حله وقليل من يقدمه، وتوفي الأمير مران بن متعب بن قويد -رحمه الله- في يوم 23/9/2017م، وقد عزى به خادم الحرمين -أطال الله بقائه-وولادته عام 1917م، الموافق لما يسمى بسيل الوادي، شيخ له خصال تند عن العد والحصر ترأس اللواء الثالث في الحرس الوطني وعُرف فترة طويلة في أم السلَم ولا يزال مقر اللواء بها شرق جدة وغرب أم القرى، أما الموضع الشهير فمران في عالية نجد شرق شمال الطائف ومورد شهير تمره القوافل وعابرو السبيل وعنده قبر تميم ابن مُرّ جد قبيلة (تميم) الشهيرة.
وقد قال المولع الذي أحزنه الفراق:
الله لا يسقيك يا قلبان مراني تلم الحاج في ساعة وكل ضارب نية
أي يجتمع بها الركب في عرض الطريق والورد كل على نية سفر وينظر بعضهم إلى بعض، ثم يتفرقون وتحزن الأنفس وتدمع العيون ويجتوي المحب ويكتم زفراته وتفيض عبراته وتبقى كلماته.
قال جرير:
إني إذا الشاعرُ المغرورُ حَرَّبني جارٌ لقَبْر على مَرَّانَ مَرْمُوسِ
وقال أيضًا:
تَعْدُو بنا الخيلُ طُمــوحَ العِقبانْ نَحْمِـــــــــي ذِمَارَ جَدَفٍ بمَرَّانْ
والجدف القبر.
أي أن مران الواقع في شمالي حدود محافظة الموَيه التابعة لأمارة منطقة مكة المكرمة على الإحداثية (41.3805834، طول 22.6391339، عرض) سنتابع التفصيل عن مران سواء في قصيدة جرير -رحمه الله- على قافية السين التي مطلعها:
حيَّ الهِدَاملة من ذاتِ المَواعيسِ فالحِنْوَ أصبحَ قَفْرًا غير مأنُوسِ
إلى أن قال:
نحمي ونَغتصِبُ الجبَّار نَجْنُبُهُ في مُحصدٍ من حبالِ القِدّ مَخموسِ
بشيء من التفصيل والتعيين والشرح الموسع الممتع حين نتعرض لنسب تميم تقعيدًا وتفنيدًا، مع إيقاع المواضع البلدانية على الطبوغرافية التعريفية والشروح التفصيلية المرعية، حتى تكون أداة تفعيلية يقتدي بها الحاضر والباد، وهذا الاسم الشهير مرّان والمُرّة والمُرّ والمَرر والمُرار والمريرة وله تفصيل موسع ومنه على سبيل الإلماح جد من قبيلة مذحج بقي ذكرهم وتخفت شهرة الاسم، ولعل هناك علاقة بتقدم مذحج شمالًا وهذا الموضع النجدي وهذا له حديث آخر، أما شجر المُرّ فاتح الشهية وضمن التجارة الدولية فلن يغيب في المقالات القادمة، ومَرَّان موضع آخر ضمن اليمامة له إلمامة قادمة -بإذن الله- إذن الغيث متتابع بعضه يقدم بعضا.
مران بن قويد لا يُـسامى في هذه الشهرة في العصر المتأخر وإن كثرت التسمية به لما يتحلى به من صفات سابقة في أجداده ومتصلة من الكرم والكياسة والرئاسة.
شيخنا ابن قويد له جرة يذودها لازِمَتْ ضوّ المعادي تعمدها جهار
والجَرّة: جرة الحرب أي قيادة الجيوش الجرارة ومعرتها-أجار الله منها-
والمقصود بـ(تعمدها جهار) أي: لا يزور ولا يغير غدرا.
وقد أحسن الشاعر ابن شيبان الهذية الودعاني الدوسري -رحمه الله- ولنا عنه مقالة توفيه وقومه حقهم حين قال عن مترك بن قويد:
ثم نصّْها عيد الهذالا (مترك) أميرنا اللي عارف وقارها
حييت يامن سفرته مركية لا علقت بعض السفر بغبارها
أي أن بساط الكرم ممدود وهذه قمة البسط، إلى أن قال عن شدة البأس:
ما خِلِّيَتْ شهب المناكب عفة مختلطةٍ خلفاتها وعشارها
وسنتابع الطرح والشرح حتى نوضح شيئًا من تراث العرب متقدمهم ومتأخرهم، لكي يتضح للقارئ أن الخَلف بقية السلف، يهوجون ويموجون حين لا تكون نعمة الأمن مستقرة على سلطان عادل يوجه الرعية ويقسم بالسوية كما نحن فيه الآن ولله الحمد.
أما الحديث عن الشيخ مران وأعيان القبائل قديمة أو حديثة فلا تحتويه مقالة مطولة أو مقصرة، وحيث التراث في نهضتنا المعمورة وفق الرؤية الحكيمة في أزهى عصوره، وقد أحاط به الجميع إحاطة السوار بالمعصم من الجنسين، فكل يتناوله بضروب حسنة وكل سهم يحتسب ويقدر بنصابه.
وإن كان غيبت الوفاة مران ابن قويد فلم يغب أبو خالد تركي بن مران بن قويد وأخوانه وقومهم الذي قال فيه الشاعر ناصر بن محمد بن (عيدة) السلعاني العاطفي القحطاني:
نصّْها ابن قويد زيزوم السرايا واعتبر كل الصعيبات محَلُوله
يا ولد مران باحن الحكايا يا ولد شيخ الدواسر والرجوله
سمعة ابن قويد في كل النحايا من قبل حكم السياسة والعمولة
شيخ ابن شيخ إلى ماله نهايا راعي الريشة وماجات بالسهوله
وختاما..أدام الله سلطان الأمن والرخاء في ظل القيادة الراشدة، والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد المرسلين.
-تركي بن شجاع بن تركي الخريم.
-الخبر.
-باحث تراث يهتم بالمواضع الجغرافية والقبائل.
Turki11_88
