المقالات

الانبهار الكاذب…وبريق الحقيقة !!!

في زمنٍ تسارعت فيه الصور، وتعددت فيه الشاشات لم يعد الغرور الحضاري مستوردًا فحسب، بل أصبح واقعًا يؤمن به بعض السُذَّج ممن انخدعوا ببهرج الغرب ومظاهره الخادعة.
تراهم يُجلّون حضاراتٍ زائفة، ويُفضّلون العيش تحت ظلالها الوهمية ، متناسين أو متجاهلين قدسية الأرض التي احتضنت الوحي، وشرّفها الله بأن تكون مهبط الرسالة، ومهوى أفئدة المسلمين.
إن بلاد الحرمين الشريفين ليست مجرد رقعة جغرافية، بل هي قلب الأمة النابض، ونورها الذي لا يخبو ، فيها مكة المكرمة حيث تهفو الأرواح إلى الكعبة المشرفة، وفيها المدينة المنورة التي شرّفها الله بأن احتضنت مسجد نبيّه الكريم، ومثوى خاتم المرسلين محمد ﷺ.
كيف لمن شمّ عبق هذه الأرض الطاهرة أن يُقارنها بمكان آخر؟
وكيف يُفضّل غيرها ، وهو يعلم أنها قبلة نحو ملياري مسلم في مشارق الأرض ومغاربها؟
نعم، لا ننكر ما لدى بعض الدول الغربية من تقدّم صناعي وتقني، ولكن ما قيمة هذه المكاسب حين يُفقد الأمن، وتُرتكب الجرائم جهارًا، ويُفتك بالبراءة في وضح النهار؟!
ما نراه من فوضى، وتفكك أسري، واضطراب قيمي في كثير من تلك المجتمعات هو شاهدٌ حي على أن التقدّم المادي وحده لا يُقيم حضارة، ولا يصنع سعادة.
وفي الوقت الذي تتفاخر فيه بعض تلك الدول بمبانيها الشاهقة وابتكاراتها، تفخر المملكة العربية السعودية بأنها تحفظ أمن مواطنيها والمقيمين فيها، وتبسط العدل، وتنشر الخير، وتُعلي من قيم التراحم والتكاتف تحت ظل قيادة رشيدة سارعت منذ التأسيس على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – إلى بناء دولة راسخة الجذور، تستند إلى الشريعة، وتسير بثقة وثبات نحو مستقبل مزدهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله.
ولئن خَدعت بعض الأضواء الزائفة عقولًا غافلة، فإن حوادث القتل، والعنف، والانتحار، وضياع القيم في مجتمعات الغرب تُعيد لمن انبهر بهم شيئًا من وعيه؛ ليعلم أنه لا وطن كالوطن، ولا كرامة ككرامة العيش في أرضٍ شرّفها الله، وحماها بحفظه، ورعاها بقيادة جعلت من المواطن أولوية، ومن الإسلام منهجًا لا يحيد.
فالحمد لله على وطنٍ تُرفع فيه راية التوحيد، ويُؤذن فيه بالحق، ويُعزّ فيه المواطن، ويُكرم فيه الضيف، وتسود فيه الطمأنينة… وطنٍ هو بحق، خير الأوطان، وأكرمها، وأطهرها.

د. فايز الأحمري

كاتب صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى