المقالاتعام

مبروك… صار للعرب 26 حكومة.

الدول العربية الـ 22 موزعة ما بين آسيا 12 دولة، وأفريقيا 10 دول. تنوعت هذه الدول العربية بين من كانت مستعمرة، ومن كانت تحت الحماية، ومن التي كانت مستقلة أصلًا، كالمملكة العربية السعودية. وتنوع الاستعمار للدول العربية ما بين عدة دول، وكان التعادل حاضرًا بين بريطانيا وفرنسا بخمس دول لكل منهما كمستعمرين، وتفوقت بريطانيا باتفاقيات الحماية مع عدة دول، وبالذات بعض الدول الخليجية، وأيضًا لم تكن المملكة من ضمن الدول المحمية من أية دولة.

أُنشئت الجامعة العربية عام 1945، وكان المؤسسون سبع دول، هي:
1- مصر
2- السعودية
3- العراق
4- سوريا
5- لبنان
6- الأردن
7- اليمن

ثم انضمت إليها باقي الدول العربية تدريجيًا بعد حصولها على الاستقلال. عانت بعض الدول العربية اقتصادًا واستقرارًا، وبالذات الجمهوريات التي مرت بها موجات الانقلابات العسكرية، فتراجعت للخلف بعد ما كانت أمورها جيدة.

وكنموذج من الناحية الاقتصادية، فقد كان 1 جنيه مصري = 4.03 دولار أمريكي، والآن الدولار حوالي 50 جنيهًا مصريًا. وكانت الليرة اللبنانية تساوي تقريبًا 1 دولار أمريكي، والآن بعد سيطرة حزب الله وميليشياته، الدولار يساوي 89,000 ليرة لبنانية. ما هذا الانحدار؟ ويدّعون أنهم حريصون على لبنان!

كان الدينار العراقي من أقوى العملات في العالم: 1 دينار عراقي = 2.80 دولار أمريكي، والآن الدولار 1,300 دينار. وكان 1 جنيه سوداني = 1 جنيه إسترليني ≈ 2.80 دولار أمريكي (في أول إصدار)، والآن الدولار يساوي 600 جنيه سوداني. أما الليرة السورية فكانت حوالي كل دولار 4 ليرات، والآن كل دولار حوالي 11,000 ليرة.

نعم، العملات تتعرض لتغيرات حتى عند الدول المتقدمة اقتصاديًا، ولكن ليس بهذا التدهور الكبير الناتج عن تخبط في القرارات، والتهور، وعدم الخبرة، وضعف القدرات والكفاءات. وهناك دول خارج المنظومة العربية والإسلامية أيضًا نالها من الهم والبؤس جانب، كما في فنزويلا وكوبا وغيرهما، لنفس الأسباب من حيث الاقتصاد والسياسة والفساد والاستبداد.

فمثلًا فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي مؤكّد من النفط في العالم، ويُقدّر بنحو 303 مليارات برميل، وهو ما يمثل نحو 17% من إجمالي الاحتياطات العالمية. إلا أن نسبة السكان الذين يعيشون في فقر ولا يكفي دخلهم لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات بلغت حوالي 82.4%.

هذه نبذة عن ما حصل في الدول التي عانت من الانقلابات، ولكن الأسوأ من ذلك كان التشرذم الداخلي، وخاصة عندما تنشأ ميليشيات خارجة عن أي تنظيم شرعي، لا هم لها إلا الهيمنة بقوة السلاح، كما هو حاصل في لبنان أو في اليمن، وحماس التي خرجت على السلطة وأعلنت دولة داخل دولة.

الدول العربية معروف أنها 22 دولة، وبالتالي هناك 22 حكومة. ولكن تستفرد الدول العربية بأنها أمّ الاختراعات والأوليات، فالـ 22 دولة يوجد بها 26 حكومة، بدءًا من حماس، فلديها حكومة بغزة بجانب الحكومة في رام الله. وليبيا، هناك حكومة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، وأسامة حماد في بنغازي. وهناك في اليمن الحوثي أنشأ حكومة ويدّعي أن لديه دولة، والحكومة الشرعية في عدن يرأسها سالم صالح بن بريك. وأخيرًا الفريق أو المشير الذي ظهر من غياهب الجب ويريد أن يصبح الحاكم بأمره، حمدتي المغمور، والذي ترك الدراسة في عمر الـ 15، أي إنه لم ينل حتى الشهادة المتوسطة، والذي شكّل الدعم السريع الذي نشأ أصلًا من ميليشيات منفلتة وعاد منفلتًا، طبعًا ككل تنظيم ميليشياوي.

حمدتي لم يكتفِ هذه المرة بتلك الخطوات، ولكن عيّن نفسه رئيس دولة وشكّل حكومة موازية، وذلك بغطاء من كينيا، ومن دعم من دول ألفت على تطبيق المثل الشعبي: “خشوني لا تنسوني”، ولكن تزِيد على المثل بأنها تعمل لأهداف معظمها مكر وشر.

حمدتي الذي دبّر أمرًا بليل، إذا لم تكن له خطيئة إلا الهجوم على مخيم زمزم وقتل 1,500 بريء، هذا غير التشريد والاغتصاب، لكفى ذلك الدول المترددة في إدانته والإعلان أنه مارق ويجب القبض عليه.

غرائب الأمة العربية لن تنتهي في ظل الأطماع في السلطة، فهي المحرك الوحيد، فقط، لا مصلحة وطن ولا غيره. ومن نافلة القول إنها لا تعني هواها مصلحة العرب، وإن تغنوا بذلك حتى ملت آذاننا ومشاعرنا ذاك النشاز..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى