المقالات

جرائم غزة وصمت الإخوان

من حزب الله إلى أنصار الله إلى الإخوان المسلمين إلى الدولة التي تدّعي أنها “جمهورية إسلامية”، تتكرر ذات الأساليب: رفع شعارات الدين لاستعطاف الجماهير، وإطلاق خطاب مزيف يخفي خيانة المبدأ وبيع القضية بثمن بخس. إنهم أعداء للدين قبل أن يكونوا خصومًا سياسيين، وأعداء للوعي قبل أن يكونوا منافسين إعلاميين.

وفي الوقت الذي يسقط فيه أهل غزة ضحايا القتل والتهجير والتجويع تحت آلة الحرب الصهيونية، يصرّ إعلام الإخوان على الصمت المريب تجاه المجازر، متفرغًا لبث خطاب تضليلي يستهدف المملكة العربية السعودية، محاولًا تشويه مواقفها وتقزيم جهودها في نصرة القضية الفلسطينية.

في نيوم، ندّد مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة برئاسة سمو ولي العهد، أمس، بأقوى العبارات بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتلال قطاع غزة، وأدان إمعانها في جرائم التجويع والممارسات الوحشية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق. وأكد المجلس أن استمرار عجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن عن وقف هذه الانتهاكات يقوض أسس النظام الدولي، ويهدد الأمن والسلم إقليميًا وعالميًا، وينذر بعواقب وخيمة تشجع على الإبادة الجماعية والتهجير القسري.

هذا الموقف السعودي الصريح جاء في وقت تتحرك فيه دبلوماسية المملكة على أوسع نطاق لإقناع دول العالم بالاعتراف بدولة فلسطين، وقد نجحت بالفعل في كسب مواقف دول مثل كندا، والمكسيك، وإسبانيا، والنرويج، ومالطا، وفرنسا، وترينيداد وتوباغو، وسلوفينيا، وأيرلندا، ونيوزيلندا، وأستراليا.

ورغم وضوح الحقائق، يتجاهل إعلام الإخوان هذه الإنجازات ومواقف المملكة المشرفة، لأنه ببساطة يعمل ضد المصلحة الفلسطينية قبل أن يعمل ضد السعودية، ويفضل الانشغال بطرح تافه، بل ويغطي على جرائم الاحتلال بشعارات جوفاء. والأدهى نجدهم مهووسون بأخبار الترفيه ومنبهرون بالفعاليات، يتابعون تفاصيلها بلهفة ويجعلونها محور خطابهم، في مشهد يُظهر أولوياتهم المختلة، حيث تُهمَّش مآسي غزة لصالح الاستعراض الإعلامي حول الحفلات والأنشطة الترفيهية التي نشأوا وتربوا عليها، بينما يغضّون الطرف عن الدول الرافضة لحل الدولتين، وفي مقدمتها إيران، وأمريكا، والاحتلال الإسرائيلي.

ختامًا، ليس لدي تفسير لحنق إعلام الإخوان على فعاليات الترفيه وغضبهم غير المبرر، إلا أنهم لم يجدوا مقعدًا في “مهرجان الكلاب” الموسم الماضي. لكن بسيطة: احجزوا أماكنكم في الفعاليات القادمة، لعلنا نراكم في سباق الكلاب السلوقية ونتعرف أكثر على مهاراتها في السرعة والرشاقة، وربما تعيد لكم هذه الأجواء قليلًا من النضارة بعد أن أكل الحقد ملامحكم وأنتم تختبئون في جحوركم، تهاجمون من يقف حقًا مع فلسطين وأهلها

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ما عهدنا الإخونجية إلا كلاب المشاريع الخارجية التي تحارب الأمة العربية والإسلامية وليس في برامجهم أي دعم أو مؤازرة لإي مشاريع لنصرة الأمة العربية ولم نرى لهم موقفاً لنصرة العرب والمسلمين إلا بما يوافق أهداف اعداءالامتين العربية والإسلامية..
    الإخونجية هم ادوات قامت ببرمجتها المخابرات الأجنبية لتحارب بها الإسلام والمسلمين تحت شعارات إسلامية وباسماء تنتسب الى الإسلام والمسلمين. قاتلهم الله أنى يؤفكون….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى