في لحظات تختلط فيها
الدموع بالبسمات
وتتعانق السكينة
مع البهجة
كان خبر خروج أخي الشقيق أبي عمر عبدالرحيم
من المستشفى
كنسيم فجر يتنزل
على القلوب
يملؤها صفاء
ويغمرها طمأنينة
لم يكن الأمر مجرد شفاء
بعد عملية جراحية
بل كان شاهدًا على أن
الرحمة الإلهية تتنزل في أوانها وتجعل من الألم جسرا
إلى فرح لا يقدر بثمن
ليس عبدالرحيم
رجلا عابرا في حياة من حوله فهو أنيق في خلقه
رقيق في لفظه
عميق في فكره
يجمع بين
رهافة الشعور
ورصانة العقل
فيجعل من حضوره
راحة للنفوس
ومن صمته حكمة
تنبض في القلوب
من يعرفه يدرك
أن التواضع عنده
ليس مجرد خلق
بل هو طبع أصيل
وأن محبته للإنسان
ليست شعارا
بل ممارسة يومية
تترجم في عطائه
وحنانه ومساندته
لكل محتاج
تجلت في شخصيته
سمات النبل والفضيلة
فهو من أولئك الذين
يرفعون القيم
إلى مقام سام
لا يتزحزح أمام
مغريات الحياة
كل حديث له يحمل معنى
وكل موقف يصدر عنه
يشهد بعلو مبادئه
كان وما زال
مرآة للصدق
وصوتا للحق
وملاذا للقلوب
التي تبحث عن الطمأنينة
وجوده بيننا
ليس حضور جسد فحسب
بل حضور وجداني
يشع دفئا في مجالسنا
وحين غاب في رحلة العلاج شعرنا بفراغ لا يملأ
واليوم بعودته
عادت الأرواح
لتزهر وعاد الفرح
ليتسلل إلى تفاصيل أيامنا
كأنما جاء يحمل معه
إشراقة جديدة
تذكرنا بأن الحياة أجمل
ما تكون حين
نحياها مع الأحبة
إن عبدالرحيم
ليس مجرد أخ أو قريب
بل هو مدرسة في
الأخلاق الرفيعة
والفضيلة السامقة
ووجوده بيننا نعمة نحتفي بها ونحمد الله عليها
وخبر عودته إلينا معافى
لم يكن مجرد نبأ صحي
بل كان هدية سماوية
أعادت للقلوب صفاءها وللنفوس يقينه


