المتقاعدون وتأخير صرف الرواتب !!

في كثير من أحاديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله- وهو يؤكد اهتمامه بالمواطن يقول : إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي ونتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن ..وهذا ما شعرنا ونشعر به في داخل المملكة وخارجها حتى أصبح المواطن السعودي محط أنظار العالم لما ينعم به من رعاية وعناية واهتمام على كافة الأصعدة .
ويقول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد – يحفظه الله – فقط اعتبروني محل الأخ محل الابن مصلحتي يكون الوطن عزيز وينمو ومصلحتي ان يكون المواطن السعودي راضيا كل يوم اكثر من اليوم الذي قبله ويؤكد سموه الكريم أن الشعب هو ” ثروتنا الأولى وضمان مستقبلنا ” وأن المواطن هو عماد ورأس مال رؤية المملكة 2030م وقال عن المواطن : المواطن السعودي هو أعظم ما تملكه المملكة وأن الرؤية انطلقت والمواطن نصب أعيننا فهو عمادها وغايتها وهذا ما تحقق ولله الحمد ونشعر به في ثنايا الرؤية التي قطعنا نصفها وتحقق فيها ما لم يكن في الحسبان من المنجزات الجبارة.
في مقالتي هذا اليوم – ونحن على أبواب الاحتفال بيومنا الوطني لهذا العام الذي يصادف غرة ربيع الثاني 1447هـ الموافق كما كل عام 23من ديسمبر 2025م هذا العام – سيكون حديثي عن المتقاعدين عسكريين ومدنيين وأخص فيه موعد صرف رواتبهم الذي كان في يوم الخامس والعشرين من كل شهر ميلادي وحتى تلقى البنك المركزي السعودي خطاب معالي محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الذي أكد فيه عزم البنك المركزي تغيير موعد صرف المعاشات والاستحقاقات التأمينية للمستفيدين المخاطبين بأحكام نظامي التقاعد المدني والعسكري إلى بداية اليوم الأول من كل شهر ميلادي اعتبارا من شهر مايو 2024م فكان آخر راتب لهذه الفئة على النظام السابق يوم 25 أبريل علم 2024م طبعا تقبله المعنيون ولكنه كان صدمة لهم واعتبروه ينسف المميزات التي يجب أن يحظى بها المتقاعد بعد أن أفنى زهرة عمره في أداء عمله الذي بالتأكيد يصب في مصلحة الوطن والمواطن كل بحسب مكانه ومكانته وفي وقت أصبح في أمس الحاجة للاستمتاع بما تبقى من عمره وراتبه مع أسرته التي كبرت واتسعت احتياجاتها من الأولاد ومتطلبات الحياة التي تستوجب أن يكون في جيبه ما يكفي لمصروفاته لمدة شهر وكان صرف راتبه في ذلك التاريخ ميزة يشعر بزهوها وهو يقضي أيامه بين جدران منزله لا ينتظر الموت بل ينشد الحياة المثالية الآمنة المستقرة ماليا ومنها صرف راتبه إلم يكن في الخامس والعشرين فعلى الأقل يتساوى مع موظفي الدولة بصرفه في نفس الموعد فهو مازال حيّا يرزق .
يتمنى المتقاعدون ويناشدون معالي محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أن يعيد النظر في قرار موعد صرف رواتبهم المعمول به حالياً بأن يكون مع موظفي الدولة الذين هم على رأس العمل على الأقل فالحياة واحدة والالتزامات ربما تكون لدى المتقاعد أكثر وخاصة أولئك الذين توقف نشاطهم واكتفوا بهذا الراتب المتبقي الذي يعتبر المدخر الوحيد حيث يعولون عليه في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم العامة والخاصة ويتمنون أن يكون ذلك مبادرة جديدة وطنية من المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ضمن برنامج ” تقدير ” الذي أطلق لصالحهم تقديرا لهذه الفئة من المجتمع على ما بذلوا من عطاء في خدمة الوطن ولتكن ضمن جهودها لرسم الفرحة على كل متقاعد ومتقاعدة بأن يكون هذا أسوة بزملائهم العاملين لعدة أسباب ترتبط بالقروض ومتطلبات الفواتير المتعلقة بالخدمات الخاصة والعامة التي ترتبط بصرف الراتب واحتياجات الأسرة دون النظر لمن يستحقه متقاعداً كان أو على رأس العمل وأن ينظروا بعين العطف الفاحصة بعدم تأخير مستحقاتهم لما يقرب من خمسة وستة أيام حسب التاريخ الميلادي الذي يصل لواحد وثلاثين يوما في بعض الشهور والذي يترتب عليه معاناة وانتظار وحاجة ملحّة .
انعطاف قلم :
أعتقد أنه لو صدر قرار بتعديل موعد صرف رواتب المتقاعدين تزامنا مع صرف رواتب من هم على رأس العمل فإن ذلك سيحقق بالتأكيد توجيهات القيادة بما تعنيه الكلمة وأن ذلك سيحقق السعادة للمواطن التي يشدد عليها وينشدها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – يحفظهما الله – والتي أشرنا لها في بداية هذه المقالة والله من وراء القصد .