المقالاتعام

المعلم .. راعي الأوله

بادرني ولدي هذا اليوم وسألني سؤال الطريق إلى المدرسة: يا أبي حدثني عن أهمية المعلم في حياتنا وما هو دوره الذي يجعل الجميع يحتفون به في هذا اليوم؟! لم تكن الكلمات جاهزة بقدر ما كانت الذكريات متداخلة وبدأت أتحدث معه عن المعلم الذي هو راعي الأوله الذي علمنا الحرف الأول وواضع أساس الكلمة والجملة في حياتنا إنه ليس مجرد ناقل للمعلومة بل هو الشريك الأول في صناعة مستقبلنا فتخيل يا بني أن كل طبيب ومهندس وكاتب وقائد لم يكن ليخطو خطوته الأولى لولا يد معلم أمسكت به فإنه الأثر العظيم الذي لا يزول هو المحور الأقوى في سلم التطور والتقدم وبناء حضارتنا.
تذكرت أيام وقوفي في صفوف المعلمين عندما كنتُ معلماً وأشارك في عملية البناء الأسمى أدركت بعمق سمو هذه المهنة الشريفة فلم يكن التعليم مجرد وظيفة بل كان عطاءاً معرفياً متدفقاً بين الزملاء ومع الطلاب كان جهداً يومياً يتجاوز حدود المنهج بكثير وهنا يجب أن نصحح تلك الصورة الذهنية القاصرة التي قد يظنها البعض بأن عمل المعلم “سهل” أو يخلو من “المشقة” وهذا كله غير صحيح! فعمله ليس فقط نقل المعلومة بل فيه جهد كبير للتعامل مع كل الفوارق والسلوكيات و”المزاج”وادوار ادارية وفنية ليست من اختصاصه فلذا يجب وجوباً ان نقف جميعنا مع تصحيح البيئة التعليمية وتيسيرها للمعلم فهو من يعلّم ويربّي لحب الوطن ولبناء مستقبل هذا الوطن الغالي إن هذا الجهد هو الذي يجعل فضلهم علينا لا يقدر بثمن.
في يوم المعلم لا نجد الكلمات التي تفي حقهم ولكننا ننظر إليهم نظرة تقدير صادقة نظرة نرى فيهم قادة التغيير وصناع الغد إنهم يستحقون منا كل الدعم والتمكين لأن الاستثمار فيهم هو الاستثمار الأفضل في أغلى ما نملك: أبناؤنا ومستقبل وطنا فلهم منا كل الحب والامتنان على معروفهم الكبير علينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى