المقالات

الدبلوماسية السعودية: رحلة التأثير من روزفلت إلى ترامب

منذ اللحظة التاريخية التي التقى فيها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بالرئيس الأمريكي روزفلت على متن البارجة كوينسي عام ١٩٤٥ بدأت علاقة متينة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وكان اللقاء بداية شراكة عميقة مليئة بالإحترام المتبادل والثقة التي جعلت منها واحدة من أكثر العلاقات ثباتاً واستمرارية في تاريخ المنطقة وعلى مدى عقود تطورت هذه الشراكة إلى آفاق أشمل وأعمق ووصولاً إلى هذا العصر الذي تعيش فيه المملكة العربية السعودية مرحلة تحول استثنائية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومن خلال الرؤية الطموحة والعظيمة لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين.
وفي سياق هذا الامتداد التاريخي للعلاقات جاءت زيارة سمو ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاؤه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتؤكد أن تلك الشراكة التي أسسها الملك عبدالعزيز أصبحت اليوم أكثر نضجاً وعمقاً واتساعاً وأن المملكة العربية السعودية باتت دولة تنقل المعرفة للعالم وتنافس في مجالات التقنية والابتكار وتقدم نموذجاً فريداً في التنمية وتلعب دوراً مؤثراً في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي وأكد سموه خلال اللقاء أن علاقة المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة علاقة احترام وشراكة وهو ما يعكس الثقة الكبيرة التي تتحرك بها المملكة العربية السعودية اليوم على الصعيدين الإقليمي والدولي فلقد كان حديث سموه مع وسائل الإعلام الأمريكية واضحاً ومباشراً بل وصريحاً في كثير من اللحظات وتوقفت عند ذلك السؤال الغبي من الصحفية المهزأة من رئيس دولتها وكيف جاء رد سموه إنسانياً وعاطفياً وعميقاً وعقلانياً أبهر بمنطقه وسائل الإعلام الدولية وهذا يؤكد أن المملكة العربية السعودية أصبحت تتعامل مع الإعلام العالمي بثقة عالية ولغة واضحة وموقف مبني على القيم والمبادئ قبل أي شيء آخر والتي تشكل اليوم ملامح الخطاب السعودي في الخارج.
وفي ظل القيادة العظيمة لم يعد الإنسان السعودي كما كان قبل عقود فقد انتقلت المملكة العربية السعودية إلى مرحلة الانفتاح المعرفي الكبير حيث أصبح الشباب السعودي حاضراً في كبرى الجامعات العالمية وفي المختبرات ومراكز الأبحاث وفي مجالات الذكاء الاصطناعي والطب والهندسة والكيمياء والفيزياء فنحن أمام جيل سعودي جديد لا يكتفي بتلقي المعرفة بل يشارك في صناعتها ونشرها وتطويرها وهو ما يعكس حجم التحول الذي أحدثته رؤية قائدنا سمو ولي العهد في الإنسان قبل المكان.
إن امتداد العلاقة من لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس روزفلت إلى لقاء سمو ولي العهد بالرئيس الأمريكي ترامب يعكس رحلة وطن من البدايات العظيمة إلى قوة عالمية تصنع أثرها بثقة تقود فيه المملكة العربية السعودية نهضة معرفية واقتصادية وسياسية تسهم في صناعة مستقبل المنطقة والعالم ومع هذا التحول الكبير يمضي الشعب السعودي خلف قيادته بثقة وفخر وإيمان بقدراته مدركاً أن المملكة العربية السعودية اليوم تقدم نموذجاً حضارياً وإنسانياً حديثاً يعكس قيمة هذا الوطن وعمق رؤيته وانطلاقة مسيرته بطموح نحو المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى