في مقالٍ مؤثر حمل عنوان «رحم الله معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف.. رائد التعليم الجامعي في المملكة»، كتب الدكتور عبدالله صادق دحلان بلغة الوفاء التي تُشبه المواقف أكثر مما تُشبه الكلمات. لم يكن مقاله مجرّد نعي، بل شهادة حياةٍ عن رجلٍ جمع بين العلم والخلق، والإدارة والرؤية، والقيادة والتواضع.
يصف دحلان الراحل بأنه الأب والأخ والصديق، المدير الذي التفّ حوله الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومجتمع جدة على اختلاف أطيافهم، لأنه جمع بين الهيبة واللين، والإخلاص والعدل. ثم يمضي ليقول بصدقٍ يخرج من قلب التلميذ قبل قلم الكاتب:
“لن ننسى نحن الطلّاب الأوائل ممّن تخرّجوا من جامعة الملك عبدالعزيز إدارته وأبوّته ودعمه ومساندته…”
نداء يستحق الاستجابة
في ختام مقاله، يرفع دحلان نداء الوفاء حين يقول:
“أتمنى أن يُكرَّم تكريمًا يليق بمقامه.”
نداءٌ لا يُوجَّه إلى مؤسسةٍ بعينها، بل إلى ضمير المجتمع العلمي والتعليمي، ليُعيد الاعتبار إلى رموزٍ صنعت التاريخ الجامعي في المملكة، وأسست لنهضةٍ أكاديمية متجذّرة في القيم والإيمان بالعلم.
فقد كان الدكتور عبدالله عمر نصيف أحد أعمدة التعليم الجامعي السعودي، وأحد الذين آمنوا بأن الجامعة ليست جدرانًا من علمٍ فحسب، بل جسرٌ يربط الإنسان بوطنه ومسؤوليته.
حين يكتب العلماء عن العلماء، تكون الكتابة شهادة عصر، ويصبح الوفاء عنوانًا دائمًا في ذاكرة الوطن.
كانت هذه قراءة من صحيفة مكة الإلكترونية، نخطّ بها درب الوعي ونصنع بها أثر الكلمة.
في مكة… لا تُقرأ الحروف فقط، بل تُقرأ الحياة.
رحم الله معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف.. رائد التعليم الجامعي في المملكة
