الثقة بالنفس ومعوقاتها

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]الثقة بالنفس ومعوقاتها [/COLOR][/ALIGN]

لا يختلف اثنان علي ما للثقة بالنفس من أهمية في قدرة الإنسان علي شق طريقه في الحياة وإحراز النجاح فيما تمتد إليه يداه من إعمال . وإنا لنسمع النصيحة توجه إلي المتهيب او الخائف او الفاشل بضرورة التسلح بالثقة بالنفس لكي يضمن خلع التهيب او الخوف او الفشل عن شخصيته ، فالثقة تمثل إحدى الخصائص الانفعالية الهامة التي تلعب دورا أساسيا في حياة الأفراد وتساهم بشكل مباشر في تحقيق توافقهم النفسي . ومما لا شك فيه أن [COLOR=crimson]ثقة الفرد بنفسه [/COLOR]ترتبط بمفهومه الإيجابي عن ذاته وبتقديره للذات ، ومن ثم فهي تلعب دورا هاما في تحقيق الفرد لذاته مما يكون له أكبر الأثر في تحقيق الهوية الإيجابية .

وتعرف [COLOR=crimson]الثقة بالنفس[/COLOR] علي أنها إدراك الفرد لكفاءته أو مهارته وقدرته علي أن يتعامل بفاعلية مع المواقف المختلفة ، وتتطلب أن يحيا الفرد في أمان وأن يشعر بالطمأنينة .

إذ يري بعض الباحثين بأنها تنبع من شعور الفرد بالأمن فيبدو عليه عدد من المظاهر منها ضعف الروح الإستقلاليه ، والتردد ، وانعقاد اللسان في وجود الآخرين ، والتهتهة واللجلجة وخصوصا عند الأطفال ، والخجل ، وعدم القدرة علي التفكير المستقبل ، والجبن والانكماش وعدم الجرأة ، وتوقع الشر ، وشدة الحرص ، إلي جانب عدد أخر من المظاهر مثل التهاون والاستهتار وسوء السلوك ، وعدم الاهتمام بالعمل ، والخوف منه ، واتهام الظروف عند الإخفاق فيه ، والخوف من نقد الآخرين ، إضافة إلي أحلام اليقظة ، والبالغة في التظاهر بطيب الخلق .

وهذه الصفات كلها يجمعها ما يعرف بضعف [COLOR=crimson]الثقة بالنفس[/COLOR] أو الشعور بالنقص فضعف الثقة بالنفس هي انعدام السعادة وقلة الرضا والطمأنينة أو انعدامها ، ووجود اضطراب نفسي ، وقلق داخلي ، وشعور بفقد السند ، وفقد ما لدي الفرد من قوة.

وعندما يفقد الفرد [COLOR=crimson]ثقته بنفسه[/COLOR] تتأثر علاقته بالآخرين سلبا وينعزل عنهم ويعيش بالتالي علي هامش الجماعة . ويؤدي به ضعف الثقة بالنفس إلى اتخاذه لعدد من الأساليب التعويضية كالنقد والتهكم والسخرية واصطناع الوقار ، وقد تظهر هذه الأساليب السلوكية في صور مرضية . أما عندما يكتسب الفرد الثقة بالنفس فإنه يحاول أن يؤثر بفاعلية في الآخرين وأن يكون له دوره المعروف والمميز بينهم .

[COLOR=crimson]معوقات الثقة بالنفس [/COLOR] هناك العديد من المعوقات التي يتعرض لها الفرد ومن خلالها تعوق ثقته بنفسه وهي كما يلي :

[COLOR=blue]1.المعوقات الصحية :[/COLOR] أن الإنسان المتمتع بمستوى صحي جيد يكون خليقا بأن يتمتع بمستوى عال من الثقة بالنفس . ولو وسعنا دائرة هذا المفهوم فلا نقصر الحديث عن الإنسان ، بل نسحبه على الكائنات الحية على تباينها . ويكفي أن نوسع دائرتنا حتى مستوى الطيور والأسماك . فأننا نلاحظ أن السمكة القوية أو العصفور المفعم بالصحة والحيوية قد أفعم في نفس الوقت بالثقة بالنفس .
فالطفل المفعم بالصحة يكون واثقا في نفسه . وما يقال عن الطفل ينسحب بإزاء جميع فئات العمر المتباينة . وحتى الشيخ إذا كان قد حباه الله بالصحة والعافية ، فإنه يكون متمتعا في نفس الوقت بالثقة بالنفس .

[COLOR=crimson]فالثقة بالنفس[/COLOR] والصحة في تناسب طردي وكما ان هناك تناسب عكسي بين المرض وفقدان الحيوية وبين الثقة بالنفس وهذه القاعدة ليست عامة فلها عدة استثناءات …

[COLOR=blue]2.المعوقات الوجدانية :[/COLOR]

أن [COLOR=crimson]الثقة بالنفس[/COLOR] هي محصلة للحالات الوجدانية التي يستشعرها المرء ، سواء في دخيلته اللاشعورية ، أم في دخيليه الشعورية . فالثقة بالنفس هي النتيجة المترتبة على ما يتعرض له المرء من انفعالات قوية أو من انفعالات ضعيفة . ومن هنا فأن التعرض لمدارسة الحياة الوجدانية للمرء يعد ضرورة لازمة للوقوف علي حقيقة ثقته بنفسه . فالحياة الوجدانية للمرء إذا كانت حياة سوية وممتازة فان ثقته بنفسه تكون مرتفعة وقوية ، وعلى العكس من هذا فإذا كانت الحياة الوجدانية للمرء منحرفة أو ملتوية ، فان بثقته نفسه تكون مهتزة او منعدمة . فمن المعوقات الوجدانية ( خبرات الطفولة المنسية – الاضطرابات الانفعالية التى تحركها عوامل كيميائية جسمية –الافتقار الي إشباع بعض الحاجات الأساسية للمرء – الصدمات العاطفية – الإصابة بالوساوس والأفكار الثابتة –الشعور بالذنب واحتقار الذات)

[COLOR=blue]3.المعوقات العقلية :[/COLOR]

أننا نعتقد أن [COLOR=crimson]الثقة بالنفس[/COLOR] هي حالة نفسية تأتي للكائنات الحية على اختلاف مراتبها إذا هي حققت وعبرت عن مقومات وجودها التعبير الصحيح والمتكامل . والإنسان باعتباره كائنا حيا لا يستطيع أن يثق في نفسه إلا إذا حقق وعبر عن ذاتيته وعن مقومات تلك الذاتية . فالحياة العقلية لدي المرء تشكل كيانا وقواما جوهريا لديه . فإذا ما كانت الحياة العقلية _ أو بتعبير أخر المناشط العقلية _ أقل في مستواها ، أو غير ناهجة النهج الصحيح ، فإن المرء يحس اذا الافتقار إلى الثقة بالنفس .

[COLOR=blue]العقبات الثقافية :[/COLOR]

للثقافة ثلاثة جوانب أساسية هي : الجانب المعرفي والجانب القيمي والجانب الأدائي . فالجانب المعرفي يخاطب عقل المرء ، والجانب القيمي يخاطب وجدانه ، والجانب الأدائي . يخاطب حواسه وعضلاته . ومن الطبيعي أن الثقافة تتابين بتباين المجتمعات ، كما أنها تتباين بتباين العصور بالنسبة لكل مجتمع من المجتمعات البشرية . ومن هنا فإن الحكم بأن أحد الأشخاص مثقف أو غير مثقف يتحدد في ضوء المجتمع الذي يعيش فيه .

[COLOR=blue]4.المعوقات الاجتماعية [/COLOR]

ان الفرد من الناس في نشأته بأحد المجتمعات يظل يتشرب قوام ذلك المجتمع في شخصيته ويتفاعل معها ويتوافق معها وفي حالة حدوث عدم التوافق مع مجتمعة فيشعر بتوتر وعدم الثقة .

[COLOR=blue]5.المعوقات الاقتصادية [/COLOR]

قد يظن البعض أن هناك معوقا اقتصاديا واحد قد يعمل علي اضعاف ثقة المرء بنفسه هو الفقر ، ولكن الواقع غير ذلك فالي جانب الفقر و حاجة المرء مد يديه الي غيره يستجديه هناك مجموعه اخري من المعوقات الاقتصادية التي تؤثر في ثقة الفرد بنفسه ومنها :

أ. مقارنة المرء لوضعه الاقتصادي بغيره ، ووقوفه علي ان مابين يديه من مال ليس الا قدر قليل
ب. الخوف من الظروف الاقتصادية المفاجئة وتقلبات السوق الغير متوقعه
ج. الخوف من الناس المحيطين به والتشكك في نياتهم وسيطرة الوساوس بتجاهم فيظن بان من يلاطفونه ويتوددون اليه انما يقصدون ابتزاز امواله … وغيرها من المعوقات التي تؤثر بشكل مباشر او غير مباشر علي ثقة المرء بنفسه
فالثقه بالنفس هي اساس كل نجاح وإنجاز عظيم ولا توجد مشكله لا نستطيع حلها ولا يوجد عائق لا يمكننا تجاوزه
ولا هدف لا يمكننا تحقيقه ، فالعقل مثل العضلة كلما استخدمته أكثر كلما ازدادت قوته.

[ALIGN=LEFT]أ[COLOR=blue]. ناجية عقيلة الحصادي[/COLOR] عضو هيئة تدريس بجامعة عمر المختار _ليبيا _فرع درنة
بقسم العلوم السلوكية شعبة علم النفس[/ALIGN]