المقالات

عبدالعزيز بغلف.. نموذج في حب الوطن والولاء للقيادة.

في مشهد يندر فيه الجمع بين العمل الاقتصادي والعمل المجتمعي ؛ يبرز اسم رجل الأعمال عبدالعزيز بغلف كأحد النماذج الوطنية البارزة التي اتخذت من العطاء نهجًا، ومن الوفاء سلوكًا ، ومن الانتماء دافعًا للمبادرات والعمل المخلص .

لم يكن حضوره في المشهدين الاجتماعي والرياضي حضورًا شكليًا أو عابرًا، بل جاء انعكاسًا لرؤية تؤمن بأن المال وسيلة لخدمة المجتمع ، لا غاية في حد ذاته.
اشتهر عبدالعزيز بغلف بمبادراته الخيرية والإنسانية التي طالت شتى المجالات، من دعم الأسر المحتاجة، إلى المساهمة في تمويل المشاريع التنموية، مرورًا بمساندة البرامج التعليمية والصحية في صورة تعكس وعيًا حقيقيًا بدور رجل الأعمال في النهوض بالمجتمع ودعم مسيرته التنموية.
ولم يتوقف عطاؤه عند حدود العمل الخيري، بل امتد إلى المجال الرياضي، حيث ارتبط اسمه بنادي النصر السعودي، الذي قدّم له دعمًا كبيرًا خلال فترات مختلفة، ليُسجَّل اسمه كأحد أبرز الداعمين في تاريخ النادي ، لم يكن بغلف مجرد ممول أو متبرع، بل كان مشجعًا وفيًّا، يقف إلى جانب الفريق في السراء والضراء، ويتفاعل مع جمهوره، ويشارك في تفاصيله، مما أكسبه احترام النصراويين وتقديرهم.
هذا التفاعل الصادق مع النادي لم يكن بدافع الانتماء الرياضي فقط ، بل نابع من قيمة أعمق تمثّلت في الولاء، وهو ما ظهر جليًا في مبادراته المتكررة لدعم الإدارة، وتحفيز اللاعبين، وتأكيده الدائم على وحدة الصف النصراوي، مهما اختلفت الظروف والآراء.
أما على الصعيد الوطني، فقد كان لبغلف مواقف مشهودة في دعم المبادرات الوطنية، والتعبير عن الولاء الصادق للقيادة الرشيدة، وهو ما جعله محل تقدير مجتمعي واسع، تجاوز حدود المجال الذي يعمل فيه، فقد جسّد مفهوم المواطنة الفاعلة، وأكد أن رجل الأعمال ليس فقط من ينجح في السوق ، بل من يضع جزءًا من نجاحه في خدمة وطنه ومجتمعه.
إن الحديث عن عبدالعزيز بغلف، هو حديث عن رجل اختار أن يصنع لنفسه مكانًا بين الناس، لا من خلال الأضواء، بل من خلال الأثر الحي ، هو نموذج لرجل أعمال وطني لم يخدعه البريق الإعلامي ، بقدر ما كان حريصًا على أن يترك أثرًا طيبًا في كل مجال يشارك فيه ، وفي ظل التحديات التي تمر بها المجتمعات تبقى مثل هذه النماذج حاجة ملحة، لأنها تُعيد تعريف النجاح ، وتربطه بالقيم، وتمنح للأعمال معنى أبعد من الأرقام.

د. فايز الأحمري

كاتب صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى