في خطوة تعكس وعي وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمستجدات التقنية وتأثيرها على حياة الأفراد والمجتمعات ؛ وجّه معالي الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة بتخصيص خطبة الجمعة المقبلة للحديث عن شكر نعمة الذكاء الاصطناعي ، وضرورة توجيه المجتمع نحو الاستخدام الإيجابي له، مع التحذير من مخاطره وسوء استغلاله.
يأتي هذا التوجيه في ظل التوسع المتسارع لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في شتى مجالات الحياة، من التعليم والصحة ، إلى الاقتصاد والإعلام، بل وحتى في الجوانب الاجتماعية والدينية، ما يفرض مسؤولية شرعية وأخلاقية تجاه هذه التقنية الحديثة.
وقد أكد التوجيه على أن الذكاء الاصطناعي هو من نِعَم الله على عباده ، وسخّره لهم تيسيرًا لمصالحهم، مشددًا على أهمية شكر الله على هذه النعمة، وعدم التعامل معها باعتبارها بديلًا عن العقل أو الدين أو القيم.
كما شمل التوجيه ضرورة تنبيه المصلين إلى مخاطر الاستخدام الخاطئ أو غير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، سواء من خلال التضليل، أو انتهاك الخصوصيات، أو نشر الفتن والمحتوى الضار، أو الاستغناء عن التأمل والتفكر والعلم الحقيقي اعتمادًا على أدوات ذكية قد تفتقر إلى الضوابط الشرعية والإنسانية.
ويأتي هذا ضمن الجهود المستمرة للوزارة في تعزيز الوعي التقني والشرعي، وربط المستجدات العصرية بالمبادئ الإسلامية الراسخة، حيث أصبحت منابر الجمعة وسيلة توجيهية فعالة لمعالجة قضايا العصر وتوعية المجتمع بمستجداته، في إطار منهج وسطي معتدل يحفظ للدين مكانته، وللعقل البشري دوره، وللتقنية حدودها.
إن توجيه معالي الوزير يمثل دعوة صريحة لإدراك أن التقنيات – مهما بلغت – تظل أدوات بأيدي البشر، يرتقي استخدامها بالأخلاق والعلم، ويهوي عند الجهل والهوى، وأن أعظم ما نواجه به هذه التحولات هو الوعي، والشكر، والحذر.
0





