المقالات

المصائب لا تأتي فرادى

يقول فلان: اتصل عليه صديقه “أبو حمدتو” وقال:
– أنت وقت الأفراح من الملاح والوجه اللطيف، ولما أبغاك في حاجة، هذا وجه الضيف!
ورديت:
– آفاه! بذمتك أنا كذا؟
قال:
– أبدًا، والله إنك سِنايد للصديق ولعابر الطريق، ولكن من الهم اللي فيني طجيت هذه العبارة.

قلت:
– عسى خير؟
قال:
– تعرف المثل اللي يقول: “المصايب لا تأتي فرادى”؟
قلت:
– نعم، الله يكفينا شره.
قال:
– مع حظي المهبّب، كل ما أروح من شارع، سيارتي تطيح في حفرة! وكأن الحفر مبرمجة على اسمي ورقم لوحة سيارتي!
وحاولت أغير الطريق، لكن الطرق كأنها توائم الخالق الناطق، وبحكم أن شكلي أدمنت “الطربقة” لغيت الفكرة، وصرت ما أروح إلا للشوارع اللي المطبات فيها على قفا من يشيل، لأجل أتنطّط وأخرج اللي في قلبي، وأصرخ وأخبط على الدركسيون، وأفش غلي، وما أخلي للسيارة ولا للطريق جانب يتّكوا عليه، وخاصة إني في البيت سكتم بكتم، ويا الله الخراج، وما أسلم من “إيش فيك تبربر في الجوال؟ باين وراك مصيبة!”

يا أم حمدتو، هو أنا أصلاً تكلمت؟ وإلا عمري طلع صوتي؟ أنا أطالع في فيديو أعجبني في التك!
– طيب إيش هذا الفيديو اللي ماكل عقلك؟
– أصله التك، إيش فيه غير الشر والبلاوي؟
– طيب يا ستي، ترى أنا ساكت لأني ما أبغى من أحد لا خير ولا شر.
– إيش تقصد يعني؟ أنا شريرة؟

فتمتمت بيني وبين نفسي: “كاد المريب أن يقول خذوني.”
قلت:
– يا بنت الحلال، أنا بحوقل وأستغفر من الهم اللي أنا فيه.

وكمل حمدتو هذا الموشح:
– يا أبو علّان، يوميًّا يعني زي الواجب المدرسي.
قاطعته:
– طيب، حلِّ بقها برضها أم العيال؟
قال:
– ما قصّرت، كل يوم أجيب لها كنافة. تقول: “عندي سكر، وما أبغى منك كنافة ولا بسبوسة!”
قلت:
– ما في (بس بوسة)؟
محلهم بعيد، خفت تفسرها بطريقتها، وأنا مش ناقص! ويادوب ألتفت وأرجع ألاقي الكنافة في خبر كان.

– يا حمدتو، “حلِّ بقها” هذه عبارة مجازية! يعني أكرمها بخاتم ذهب أو بإسوارة فيها حبتين ألماس.
رد:
– يعني من الفلوس اللي قاعدة ترف عليّ؟! ما أنت عارف البير وغطاه؟ أصلاً ما كان بير! يادوب حفرة وفيها كم نقطة!
رديت:
– خليها على بطاقة الائتمان.
رد:
– يا عم، ما هي فوائد البطاقات التي تصل أكثر من 100%! هدّت حيلنا! ولا أدري كيف يسمح للبنوك بهذه النسبة المرتفعة من الفوائد؟! زد على ذلك باقي تكاليف الحياة التي صارت همًّا أزليًّا لا انفكاك منه.

وواصل:
– أعذرني يا صاحبي، قروشت إذنك معي، وبأعود لموضوعنا المهم.
خرجت من البيت منرفز، وركبت سيارتي المصونة اللي وجهها زي قفاها من الصدمات، وهي قاعدة تتمخطر، وأنا أغني: “يا حلوة يا زينة يا قرنبع ناتج مجنينة!”
مدري إلا اللي قدامي لف بسيارته فجأة، وحصل الاصطدام، وحسّيت رقبتي بغت تنخلع! لأن حضرة جنابي، مع الأسف، من الذين لا يربطون الحزام.
تجمعوا الناس حولنا:
– حصل خير، سلامات!
قلت:
– يا جماعة، أنتم شفتوا؟ هو الغلطان!
ردوا:
– لا، أنت طاير وصدمته من الخلف، وهو كان يأشر، ومفروض تلاحظ.
قلت:
– كيف ألاحظ؟ ما عدنا نعرف اللي يأشر من صدق، وإلا هو ناسي!

– طيب فين نجم؟
ردوا:
– ترى ما هي في صالحك.
– طيب والحل؟
قالوا:
– الرجال ابن حلال، وكل مين يصلح سيارته.

المهم، مشيت وأنا أتألم من ضلوعي المخلوعة، وحالتي حالة. طبعًا بعد ما تصافينا أنا وراعي السيارة، وكعبت “المعلوم”، لأنه رفض مبدأ “كل مين يصلح سيارته”.

وإذا بالسيارة تمشي على جنب واحد، وأنا أناظر الجوال، قال: الهانم قاعدة ترسلني “فيس تايم”، وهي تصيح:
– إيش المصيبة اللي هببتها؟!
طبعًا، الأخبار الوحشة هي اللي توصل!
المهم، مع طلتها، شطحت السيارة، وحاولت أدرك الدركسيون، لكن القوة غلبت شجاعة “المنيل على عينه” حضرتنا!
مدري إلا ودخلت على محل في الشارع، وصدمت واجهته، والعامل اللي هناك ناله من الحب جانب، وطاح وانكسرت يده!
وأتلمّوا الناس:
– أنت مهبول وإلا…
– وخلي “إلا” هذه بعدين أقول لك عليها!
– أمسكوه لا يشرد!
– أشرد فين؟! وأنا يادوب أمشي الهوينا! وتذكرت أغنية: “ماشي بيتهادا يا هو كالعادة.”

أبكي وإلا أضحك؟ المهم، سووا محضر، على أني أعوض راعي المحل، وأتكفل بعلاج العامل، ومبلغ خمسة آلاف ريال “رضوة” لكي يتنازل.

– هاتوا سطحة، وعلى الورشة!
وبعد تقييم المهندس، قال: التكلفة ثلاثة آلاف ريال!
قلت:
– غير وبدل؟
قال:
– هذه ترى مع المراعاة، وإلا يلا شيل “القرنبع” حقك.

جاني ولد عمي “الوجيه”، ومدري مسمينه الوجيه على إيش؟ وهو ما حيلته إلا اللظى! أهو نقلني ببونيّته المسلوع للمستشفى، وطلبوا مني أربعة آلاف ريال على الحساب، وإلا ما أدخل الطوارئ!
قلت للوجيه:
– يلا على البيت، ولا حتى تلفّت!

طلعت من البيت بشوية ريش، وبرجع للبيت منتف!
ويا شماتة شباب الضيعة والبيت والشارع!
أما أم العيال؟ فخليها على جنب، فهي جبهة لحالها.

رديت:
– الله يعينك يا أخويا حمدتو، ترى ذكرتني بموضوع، وكنت مستحي أكلمك فيه.
رد:
– يا أبو علان، قدها خربانة خربانة، هات! لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها!
قلت:
– وسطني عند صديقنا أبو دلش، يقول: “صبرت عليك كثير، والوجه من الوجه أبيض.”
يا ترد له العشرين ألف اللي مستلفها منك من سنتين خلال 24 ساعة، وإلا سيقدّم السند لأمره منك للجهة المختصة!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى