المقالات

البيت الأصفر”.. ديمقراطية على الطريقة الاتحادية!

“يشهد “البيت الأصفر” هذه الأيام حركة غير اعتيادية، مع تدفّق الناخبين لاختيار رئيس جديد بعد استقالة المهندس لؤي مشعبي. ومع احتدام المشهد، تحوّلت الانتخابات الاتحادية من حالة “الركود” إلى “الوقود”.. اشتعلت التراشقات، وتسلّحت الأطراف بشتى الأدوات: جماهير تُحرّك الرأي، ولاعبون يُستخدمون كورقة ضغط، ودعمٌ من أعضاء الشرف يُلوّح به في خلفية المشهد.

وبين أنمار الحائلي وفهد السندي، تباينت الرؤى واحتدم النقاش، لكن ما يهمّنا – قبل الاسم والكرسي – أن تسود ثقافة الانتخابات، لا ثقافة الإقصاء. فليس من الحكمة أن يُسقط محبو فهد السندي على منافسه أنمار، أو العكس. فكلاهما اتحاديان قدّما ترشّحهما في وقت غاب فيه الآخرون عن المشهد.

ولا يمكن إغفال دور الجماهير الرياضية الواعية، فهي تمثل صمام الأمان لأي نادٍ، وتلعب دورًا محوريًا في استقراره من خلال دعمها للرجل المناسب في الوقت المناسب. ولعلّ الاتحاد من أكثر الأندية التي عانت إداريًا في فترات سابقة، ولا تزال ذاكرة المدرج تحتفظ بتجارب لم تكن موفقة، دفعت الفريق ثمنها باهظًا.
وفي هذا المقال، أقترح على الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يقيّم أداء المرشحين الذين سبق لهم تولي الرئاسة، ضمن إطار مؤسسي وشفاف، حتى لا تتكرر أخطاء الماضي التي دفعت أندية كبيرة مثل الأهلي والوحدة إلى الهبوط، نتيجة سوء الإدارة أو اختيارات غير مدروسة.

ثمة من يرى في فهد السندي “رجل المرحلة” لما يملكه من استقرار إداري وانسجام مع مجلس الإدارة، في حين يعتبر آخرون أن أنمار الحائلي لا يزال “شيكًا معتبرًا” في بنك الانتخابات الاتحادية، يحمل في رصيده سنوات من الخبرة والمواقف.

والحق أن المعركة الانتخابية مهما اشتدت، يجب ألا تخرج عن إطار الاحترام والوعي، فالصناديق لا تُدار بالعواطف أو “المسيرات الإلكترونية”، بل بالعقول التي تُدرك متطلبات المرحلة.

ختامًا
ما نطمح إليه ليس فقط انتخاب الرئيس الأكفأ، بل ترسيخ ثقافة انتخابية راقية، تقف فيها الجمعية العمومية كصوتٍ حرّ، لا كرقم مُكمل. فالعريس – أيًا كان اسمه – لا بد أن يُزف إلى “كرسي العميد” على إيقاع الدعم، لا الطعن، ولعلّنا نردد له:
“طاب ليلك يا عريس.. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى