المقالات

التباين في النقل بين المؤرخين ..

جواهريات»
لطالما استهوتنا قراءة الأخبار والسير ، وما ينطوي من أحداث بين صفحات التاريخ وكتب القصص ، ويروق لقارئ نهم مطالعة ذلك النوع من الكتب والاندماج معها قصة بعد قصة وحدث هو شهادة لسيرة تاريخية، وأدب تليد هو عنوان لحضارة أمة وغير ذلك كثير.
و هذا التأمل -الذي سأسرده لكم – دائما ما يُجالس فِكري حينما أقرأ في كتب الأدب والقصص والتاريخ والسير . وأقول : هو تباين روايات واختلاف نقل،وأربط قراءاتي ببعضها وأجد هذا الكاتب قد أدلى بأمر ما أثار تساؤلي، وأخر أبلج أمامي فضاءات التفكّر حول ما قرأت
و أردد المقولة المشهورة :
( في رواية أخرى ) تلك المقولة التي يضعها المرء في استهلال كلامه، حيث أنه قرأ من الروايات ماهو متباين،
فهي تثير نهم البحث وتدفع التقصي لأن يطلق نِباله ليصطاد الحقيقة من براري الأحداث والسير والوقائع.
وتأكيدا لما سلف قابلتُ مرة هذا الوميض الذي مباشرة لمع أمام عيني معلنا بأن ما يجول في خَلدي _ كلما قرأت في التاريخ والسير _ هو مطابقًا لما ذكره صلاح قنصوه في كتابه ( تمارين في النقد الثقافي ) من بعدها عقدت نية العزم أن آخذكم معي في تأمل سريع نحو الإطار العام لتلك الأخبار والقصص التي يحملها تاريخها مرقمًا بختم السنوات وأماكن الأحداث فقد قال صلاح : ( يتعامل المؤرخون مع الحوادث كما لو كانت برادة حديد لا تستعيد نظامها إلا في دائرة المجال المغناطيسي باستخدام قضيب ممغنط هو الذي يصبح المحور أو الجوهر أو البنية الأساسية وتتباين مؤلفات المؤرخين بتباين ذلك الجوهر المختار الذي يعد عند كل منهم حقيقة موضوعيه . . . إلى أن قال . . . يعين ذلك على فهم واستيعاب تلك الوقائع كما يذلل صعاب التعامل معها إلا أنه ينتج أنواعًا متضاربة من إعادة بناء الوقائع التاريخية…. ) ومن هنا يلوح أمام القارئ ذلك اليقين الذي لا عدول عنه، وهو أنه لابد أن تكون قراءاته فيها من الربط والفَهم، والخروج بفيض ما قرأه للوصول إلى الحقيقة الواضحة، وعلاوة على ذلك من المهم أن يضع يده على مورد ثقة من موارد العلم، وأرى مورد العلم الثقة بمثابة معين يغدق على القارئ زُلالًا عذبًا، لأنه بعقله الحصيف اختار المنهل الذي لا يساوره الضباب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى