المقالات

الافتراضات لا تصنع حقيقة: قراءة في تصريحات محمد نجيب

في الخامس عشر من أغسطس 2025، نشر الإعلامي الإماراتي القدير محمد نجيب عبر حسابه في منصة X مقطع فيديو من لقاء قديم جمعه بالشيخ أحمد الفهد الصباح، أراد من خلاله تأكيد ما طرحه سابقًا في البرنامج الحواري عرب كاست حول ما وصفه بـ “تخاذل المنتخب الكويتي” أمام المنتخب السعودي في بطولة كأس الخليج عام 1994 التي أقيمت في أبوظبي، والتي انتهت بفوز الأخضر السعودي وسط منافسة شرسة مع المنتخب الإماراتي.

بين الافتراض والواقع

استمعت بعناية إلى حديث الشيخ أحمد الفهد في ذلك اللقاء، فوجدته أقرب إلى افتراضات ومداعبات متبادلة مع المذيع محمد نجيب أكثر من كونه إقرارًا أو اعترافًا. ومن يعرف طبيعة التنافس الكبير بين السعودية والكويت في دورات الخليج يدرك أن مثل هذا الطرح لا يخرج عن سياق المزاح أو التلميح الذي اعتاد عليه نجوم وصنّاع القرار في المشهد الخليجي الرياضي، لا سيما حين يتعلق الأمر ببطولةٍ ذات رمزية عاطفية وتاريخية كـ “خليجي”.

تعليق مؤجل

لم أعلّق على ما طرحه الإعلامي أبو زايد حين صرّح به أول مرة، على اعتبار أنه من أحاديث الغرف المغلقة التي لا يعرفها إلا من حضرها. غير أنّي بعد الاستماع إلى حديث الشيخ أحمد الفهد، وجدته بعيدًا كل البعد عن تفسيرات الإعلامي محمد نجيب، الذي أكن له كل الاحترام والتقدير.

إن أبو زايد يدرك تمامًا أن المنتخب السعودي شارك في تلك البطولة بأقوى تشكيلة في تاريخه، بعد عودته من كأس العالم 94، حين أشاد النقاد جميعًا بمستواه الفني الذي أوصله إلى دور الـ16، وهو إنجاز بارز في مسيرة الأخضر. ومن هذا المنطلق، لا يجوز للأخ نجيب أن يسقط فرضيات لا تستند إلى واقع أو دليل على منتخب قدّم أفضل مستوياته، وكان حاضرًا بكامل نجومه، منافسًا بشرف وقوة. ولا يحق له الطعن في فوز المنتخب السعودي بكأس الخليج عام 1994م.

ضرورة الاعتذار المهني

المهنية الإعلامية – التي نعرف أن محمد نجيب أحد فرسانها – تقتضي في مثل هذه الحالات الاعتذار الواضح والصريح، ليس لأنه أخطأ عمدًا، بل لأنه بنى موقفًا على فرضية غير ثابتة. والاعتذار هنا لا ينقص من قدره، بل يرفع من مكانته، ويؤكد أن رسالته الإعلامية تتسق مع قيم النزاهة والإنصاف تجاه الأشقاء.

 جاء رد المذيع الكويتي جابر نصار – مدير إذاعة وتلفزيون الكويت – عبر منصة X ليؤكد الحقيقة، حيث قال:

«ما قلته يا زميلي محمد نجيب غير حقيقي. أنا كنت ضمن الوفد الرسمي الإعلامي في خليجي 12 في الإمارات عام 1994، والوفد الكويتي اتخذ حينها قرارًا سليمًا بإيقاف خمسة لاعبين لمخالفتهم بالذهاب إلى دبي دون إذن من الجهاز الإداري، وهو أمر مرفوض وتسيّب لا أحد يقبل به».

ختامًا

وهكذا تبقى دورة الخليج شاهدًا على روح التنافس الشريف، الذي يجمع ولا يفرّق، ويرسّخ أن الرياضة ذاكرة وجدان قبل أن تكون مجرد نتيجة أو بطولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى