المقالات

دمشق تسلك خط التنمية السريع.. وغزة عالقة في متاهة الشعارات

«ضفاف الوعي»

الطريق السريع ليس مجرد إسفلت ومجسمات خرسانية، بل هو رمزية عميقة لمعنى الخيار السياسي الواعي. فالطريق الذي اختارته دمشق نحو الرياض لم يكن ممهَّدًا بالورود في بدايته، لكنه كان الطريق الأقصر للوصول إلى الاستقرار، لأنه طريقٌ تُعبّده التنمية وتُضيئه الاستثمارات وتحمِيه الإرادة الصادقة للسلام.

حين قررت القيادة السورية الجديدة أن تترك دروب المراوغة، وتكفّ عن المغامرات التي أثقلت كاهل شعبها، وجّهت بوصلتها إلى الرياض. وهنا تكمن الحكمة: فمن يختار الرياض، يختار محطة الوقود التي لا تنفد، ويختار الطريق الأقصر إلى التنمية، ويختار الحليف الذي لا يتركك عند أول منعطف.

هذا الطريق السريع لم يكن سياسيًا فقط، بل اقتصاديًا أيضًا؛ فمن خلاله تدفقت المنحة البترولية (مليون وستمائة وخمسون ألف برميل)، وأُطلقت مشاريع استثمارية بأكثر من 24 مليار ريال سعودي. وفي لحظة سياسية فارقة، رُفعت العقوبات الأميركية عن سوريا من قلب الرياض بوساطة ولي العهد، ليُعاد دمج دمشق في النظام الدولي. كل ذلك لم يكن ليحدث لولا أن القيادة السورية قررت السير على هذا الطريق المعبد بالثقة.

أما غزة، فقد اختارت مسارًا آخر: طرق فرعية وعرة، مليئة بالشعارات الفارغة، والرهانات الخاطئة، والتحالفات التي لا تحمل سوى مزيد من الخراب. لم تُدرك أن الطريق السريع إلى الرياض هو أقصر طرق الخلاص، فاستمرت معاناة شعبها تتسع وتتشابك، بين قصف وتشريد وانسداد أفق، حتى أصبح أكثر من 50 ألف فلسطيني بلا مأوى وذلك وفق تصريحات الدفاع المدني اليوم، في غرة.

دمشق تُلهم.. وغزة تُحذّر

الدرس جلي: من أراد السلام وطرق باب الرياض، وجد طريقًا سريعًا يوصله إلى التنمية والاستقرار. ومن أعرض، تاه في زحام الأزقة الضيقة والشعارات الفارغة. فالسعودية ليست مجرد دولة في معادلة الإقليم؛ إنها المحور والبوصلة، وهي وحدها القادرة على تحويل الطرق الموحلة إلى طرق سريعة، تربط الخراب بالتنمية، واليأس بالاستثمار، والدمار بالبناء.

اليوم، تكشف دمشق سياسة غزة، وتؤكد أن الفارق بين زغاريد النساء في دمشق وبكاء الشقيقات في غزة، ليس في حجم الدمار، بل في صدق النية وحكمة الوجهة. فالرياض طريقٌ مفتوح، لكنه لا يرحب إلا بمن يريد السلام بصدق، ويسعى للتنمية بجدية، ويؤمن أن المستقبل يُبنى مع السعودية لا ضدها.

ختامًا
بين دمشق وغزة، يظهر الفرق جليًا: من اختار طريق الرياض وصل سريعًا إلى التنمية والاستقرار، ومن أعرض ظل تائهًا في دهاليز الخراب. والسعودية، كما عهدها التاريخ، بوصلة للسلام وذراع للبناء.
كل الطرق في الشرق الأوسط قد تُضلل، إلا الطريق السريع إلى الرياض.

ويبقى السؤال مفتوحًا للقارئ:
كيف استطاعت دمشق أن تنهض من تحت الركام، بينما ما زالت غزة عالقة فيه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى