خلق الله الرحمن الرحيم هذا الكون ووسعه ، وقدّر كل شيء فيه ووزّنه بدرجة إتقان لا يبلغها سواه سبحانه.
فمن كائنات دقيقة بل ممالك دقيقة لا نراها بالعين المجردة الى كواكب ونجوم بل ومجرات تغطي مسافات بالاف السنوات الضوئية ، وغيرها مما فاق تصورنا ونطاق تفكيرنا كبشر بمراحل.
نجد نجم الشمس الذي نراه نحن كبيرا ويغطي بنوره كل الكرة الأرضية المقابل له والجهة الآخرى في ظلام دامس ، نجد من النجوم ما يفوق حجم الشمس هذه بالمرة والمرتين والثلاث بل وأكثر ، مثل نجم الشعرى ، ولكن لبعده السحيق يبدو لنا نجما صغيرا جدا متلألئ في ظلام الفضاء كما نراه.
ولكن لنأخذ أنفسنا الى شمسنا المألوفة لنا ، والتي تطل علينا يوميا لتملأ الحياة نورا ودفء ، وهي مصدر الحياة للكرة الأرضية.
نعم بدوران الأرض حول محورها ينتج الليل والنهار ، وبدورانها المتزامن حول الشمس ضمن المجموعة الشمسية انتج فصول السنة الخريف والشتاء والربيع والصيف ، يترتب على ذالك مناخات مختلفة ، ونشاطات مختلفة وظواهر كثيرة أدركنا منها ما أدركنا وجهلنا ما جهلنا.
يتضح من هنا ، أن كل عناصر الكون مترابطة في علاقات تكاملية موزونه وتجاذبات أو تنافرات دقيقة محكومة بقوانين دقيقة ، سارية المفعول دائما لا تقف.
دعونا نتخذ شيئا صغير جدا من هذا النظام الشمسي العظيم ، بل فصل واحد من فصول السنة ، وهو الصيف اللاهب في أماكن ومعتدل في آخرى بل ربما كان مثلجا ، وماذا يعمل لخدمة الانسان ومن ورائه النشاط الشمسي
بلا شك نجد التخادم والتعاون الكبير بينها ، ولنحصر أنفسنا أكثر في شيء من شهور الصيف ( الخريف عند العامة ) شهر أغسطس وسبتمبر عندما تشدد لهائب هذه الأيام ويزيد تبخر البحار والمحيطات ، وبالتالي تزيد الرطوبة في الجو هذه الأجواء هي التي تصنع الفواكه وتنضجها ( كأننا نطبخ على البخار ) تجاوزا.
الى درجة أن أهل الزراعة سموا أيامًا من هذه الأيام ب ( طباخ التمر ) وبالفعل رأينا مفعول ذلك.
ولا يقتصر الأمر على التمر وحده ، بل هناك بقية الفواكه كا العنب والرمان والتين وغيرها ، فلولا وجود الشمس لما نضجت ولما كان لها طعما ، لدرجة أن طعم الثمرة المباشرة عليها أشعت الشمس لها طعم أفضل وتنضج أكثر وأسرع.
كذالك الطماطم في عدم وجود الشمس والحرارة المناسبة لا تنضج ، فسبحان الله جاعل هذه العلاقة بين عناصر الكون.
وأكبر دليل نجد أن فواكه الطايف مثلا كلما جاءت متأخرة كلما كانت أنضج وأطعم أي بعد الثلث الأول من سبتمبر وهذا أفضل الأوقات للعارفين بأسرار الفواكه.
لهذا نجد أن علم الفلك لا ينفك عن غيره من العلوم الزراعية والمناخية والصحية ، وكذالك مزاجية الانسان نفسه عندما تجده متضايقا كسولا في هذه الأشهر ، حيث التعرق الكبير الذي يسهم في فقد نسبة من الماء في الدم فتقل سيولته ، وتبطىء حركة نقله للانزيمات والهرمونات في أطراف الجسم.
لهذا لنا وقفة تأمل هنا ، لو كانت الحرارة والضوء وخلافها أقل من المستوى المطلوب للفواكه هل سنحصل عليها؟
تأملوا إخوتي الكرام في عظيم صنع الخالق العظيم.
عبدالملك محمد بن عميرة الذويبي






