في اليوم الوطني الخامس والتسعين، نقف على أرضٍ جعلت من العطاء رسالة ومن الضيافة شرفاً ومن خدمة ضيوف الرحمن تاجاً على جبينها. هنا المملكة العربية السعودية، حيث تلتقي الأصالة بالرسالة، وحيث يتجلى البعد الروحي للوطن الذي لم يكتفِ ببناء حضارته المادية، بل حمل على عاتقه أعظم رسالة إنسانية ودينية: خدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين.
جذور الرسالة: خدمة مقدسة منذ التأسيس
حين وحّد الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه – أرجاء البلاد، كان يعلم أن في قلب هذا الوطن أمانة عظيمة هي الحرمين الشريفين. ومنذ ذلك الحين، أصبح شرف خدمة الحجاج والمعتمرين جزءاً من هوية الدولة السعودية، يتوارثها الملوك جيلاً بعد جيل، ويطورونها بما يليق بمكانة الحرمين الشريفين وقدسية الزائرين.
من الضيافة إلى منظومة عالمية
لم تعد خدمة الحاج مجرد ضيافة تقليدية، بل أصبحت منظومة متكاملة تجمع بين الإيمان والعلم، والتقنية والتنظيم. من توسعة الحرمين الشريفين، إلى المشروعات العملاقة للبنية التحتية، ومن الخدمات الصحية المتطورة، إلى الحلول التقنية التي تجعل تجربة الحج والعمرة أكثر سهولة وراحة؛ كل ذلك يجسد معنى أن تكون المملكة قلب العالم الإسلامي وعنوان خدمته.
رؤية 2030: ارتقاء بالخدمة نحو المستقبل
مع رؤية 2030، أخذت خدمة ضيوف الرحمن بُعداً جديداً، حيث وُضعت برامج خاصة مثل برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي يسعى لجعل تجربة الحج والعمرة رحلة إيمانية متكاملة، تبدأ منذ لحظة التخطيط وحتى العودة بسلام. إنها نقلة نوعية تجعل من الضيافة السعودية نموذجاً عالمياً في التكامل بين القيم الإنسانية والتقنيات الحديثة.
اليوم الوطني: فخر الإنجاز ومسؤولية الاستمرار
اليوم الوطني ٩٥ ليس مناسبة للاحتفال فقط، بل للتأمل في هذه المسيرة المشرّفة. إنه يوم نُجدّد فيه العهد أن تظل خدمة ضيوف الرحمن أولوية لا يعلو عليها شيء، وأن يبقى الوطن رائداً في الجمع بين الرسالة الروحية والتنمية الحضارية.
خاتمة: وطن العز وشرف الخدمة
في اليوم الوطني الخامس والتسعين، نتذكر أن المملكة ليست مجرد دولة، بل رسالة، وأن قوتها لا تقاس بما تملكه من ثروات فحسب، بل بما تقدمه من عطاء لا ينقطع لخدمة الإسلام والمسلمين. إنها رسالة خالدة تقول للعالم: في وطن العز، خدمة ضيوف الرحمن شرف وواجب، وعطاء يتجدد ما دام في الأرض حاج ومعتمر وزائر.
0


