في عالم تتشابك فيه المصالح وتتصارع فيه المواقف، برزت المملكة العربية السعودية كصوت ثابت للحق، وركيزة أساسية في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. فمنذ بداياتها وحتى اليوم، لم تتوقف الدبلوماسية السعودية عن حشد الطاقات وبذل الجهود لإرساء العدالة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفق مبدأ راسخ يؤكد أن السلام العادل والشامل لا يتحقق إلا بحل الدولتين.
ريادة سعودية في المحافل الدولية
لم تكن الجهود السعودية وليدة اللحظة، بل هي امتداد لمواقف تاريخية اتسمت بالثبات والوضوح. من مبادرة الملك فهد –رحمه الله– إلى مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله –رحمه الله– وصولاً إلى ما تواصل اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حيث تواصل المملكة دفاعها عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
هذه الجهود لم تقتصر على التصريحات أو البيانات، بل تجسدت في تحركات سياسية ودبلوماسية نشطة داخل الأمم المتحدة، ومن خلال اللقاءات الثنائية والمتعددة الأطراف، لتأكيد أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين هو السبيل لضمان الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
ثمار الجهود: اعترافات دولية واسعة
لقد أثمرت هذه التحركات السعودية عن تعزيز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية، حيث شهد العالم خلال السنوات الأخيرة اتساع دائرة الدول التي أعلنت اعترافها الرسمي بدولة فلسطين. هذا الزخم لم يكن ليحدث لولا ثقل المملكة السياسي والاقتصادي والديني، وقيادتها الحكيمة التي وضعت القضية الفلسطينية في صدارة أولوياتها، لتصبح حاضرة في كل قمة واجتماع ومنبر عالمي.
دبلوماسية إنسانية وأخلاقية
ما يميز الدبلوماسية السعودية أنها ليست فقط سياسية، بل إنسانية وأخلاقية في جوهرها. فهي تدافع عن حق شعب مظلوم في تقرير مصيره، وتقدم في الوقت نفسه الدعم الاقتصادي والإغاثي لتعزيز صموده. وهذا يعكس عمق الالتزام السعودي تجاه فلسطين، التزام يتجاوز المواقف إلى الممارسات الفعلية على الأرض.
رسالة إلهام للمستقبل
اليوم، تقف المملكة العربية السعودية شامخة، ماضية في مسيرتها الدبلوماسية الملهمة، لتؤكد للعالم أن العدل هو أساس السلام، وأن قوة المبادئ لا تقل عن قوة النفوذ. وها نحن نشهد العالم يتجاوب شيئاً فشيئاً مع هذه الرؤية، بفضل سياسة حكيمة ترى أن استقرار المنطقة يبدأ من إنصاف فلسطين.
بوركت هذه الجهود المباركة، وحُفِظت بلادنا وقيادتنا الرشيدة ذخراً للإسلام والمسلمين، وجعلها الله دوماً منبراً للحق وراية للعدل والسلام.
0


