المقالات

في يوم الوطن… وفاء الوافدين واعتزاز الأفارقة

في اليوم الوطني السعودي، تهفو القلوب جميعها إلى هذه الأرض المباركة، التي لم تكن وطنًا لأبنائها فحسب، بل كانت وما تزال وطنًا روحيًا لكل وافد قصدها للعلم أو العمل أو العبادة.

أتذكر جيدًا يوم وصلت مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة، كأحد الطلاب الوافدين الذين حظوا بمنحة كريمة لإكمال دراستهم الثانوية في المملكة. منذ تلك اللحظة، أدركت أنني لست غريبًا؛ فالمملكة احتضنتني كما احتضنت آلاف الطلاب من أفريقيا والعالم الإسلامي، وفتحت لنا أبواب مدارسها ومساجدها، وفي مقدمتها المسجد النبوي الشريف حيث حلقات العلم والذكر.

لقد عشنا ذكريات لا تُنسى في رحاب المسجد النبوي، وفي متابعة توسعة الحرم المباركة، ورأينا كيف أن المملكة تسابق الزمن لخدمة ضيوف الرحمن وتيسير العلم والعبادة. تلك اللحظات صنعت فينا انتماءً يتجاوز الحدود، ورسخت في قلوبنا أن السعودية وطن رسالة، ووطن للعطاء، ووطن لجميع المسلمين.

واليوم، ونحن نشارك أشقاءنا السعوديين فرحتهم بيوم الوطن، فإننا نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان باسم كل الوافدين، وخاصة الطلاب الأفارقة الذين نهلوا من معين العلم في هذه الأرض الطيبة. نهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، والشعب السعودي الكريم، وندعو الله أن يحفظ المملكة، وأن يديم عليها عزها وأمنها وقيادتها الرشيدة، لتبقى منارة هدى، وواحة علم، وملاذ رحمة لكل قاصد.

ومنذ أن وطئت قدماي أرض المدينة المنورة، أدركت أن المملكة ليست مجرد بلد أقمت فيه، بل وطن يسكن القلب وتعيشه الروح، وأمانة وفاء أحملها ما حييت.

أ.د. فايد محمد سعيد

عضو المجلس الأوروبي للقيادات المسلمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى