المقالات

من الفرقة إلى الدولة

كانت الجزيرة العربية قد فقدت نعمة الوحدة السياسية التي أرسى دعائمها الإسلام، إذ أُهملت من قبل الخلافات المتعاقبة بعد انتقال مركز الحكم بعيدًا عن مكة والمدينة. ومع مرور العصور، عادت إلى حالتها القبلية القديمة، حيث طغت العصبية الجاهلية، وسادت الحروب والنزاعات، وتحوّلت الصحراء إلى فضاء يفتقد الأمن والنظام، لتشهد إحدى أكثر مراحل تاريخها ضعفًا وعزلة.

غير أنّ منتصف القرن العشرين حمل معه بزوغ فجر جديد على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – الذي خاض صراعًا طويلًا في بيئة إقليمية ودولية مضطربة، متسلحًا بعقيدة راسخة ورؤية بعيدة. تمكّن بفضل عزيمته وكاريزميته القيادية من توحيد هذا الكيان المترامي الأطراف، فأنشأ دولة قائمة على الشريعة، وأسس نظامًا حديثًا يستند إلى العلم ويستشرف المستقبل.

أضحى اليوم الوطني شاهدًا على هذه الملحمة التاريخية، إذ يذكّر الأجيال بتضحيات جسام أسست لنهضة شاملة حولت الصحارى إلى ميادين للتنمية في مختلف المجالات: التعليم، الصناعة، الزراعة، والخدمات، وجعلت المواطن محور التنمية وهدفها الأسمى.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبدعم ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – تواصلت مسيرة البناء والإنجاز وفق أسس ثابتة ترتكز على التمسك بالعقيدة، وتثبيت الأمن والاستقرار، وتحقيق العدالة، وتمكين المواطن من المساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030.

لقد أثبت التاريخ أن الوحدة كانت المدخل إلى القوة والنهضة، وأن القيادة الحكيمة حولت التضحيات إلى مكتسبات، وجعلت من المملكة وطنًا شامخًا، متماسكًا، ورافدًا للحضارة الإنسانية في الحاضر والمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى